الحراك من الوطنية إلى الجهوية ؟!

الرئاسيات المقبلة قد تعصف بما تبقى من الحراك المبارك الذي انطلق في 22 فيفري 2019 بسبب رغبة الرئيس المخلوع في الخامسة والتي لم تكن بردا وسلاما عليه وعلى حاشيته عفوا على عصابة شقيقه.

هذا الحراك حقق الأحلام في ذهاب بوتفليقة وسجن رموز الفساد والإطاحة بنواب المال الفاسد وإبعاد أحزاب الهف السياسي والنهب، اليوم بعد 08 أشهر يعلم العام والخاص أن الحراك أصبح مخترقا من جهات لا تريد الخير للجزائر وإنما تريد استغلاله لصالحها ولصالح تيارات لا تمثل شيئا في المشهد السياسي وفي النسيج الاجتماعي.

اليوم بعض الأشخاص الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على الحراك هم في الأصل إنتاج هذا الحراك كأسماء وليس العكس لأنهم ليسوا هم من أخرجوا الناس إلى الشارع وإنما ركبوا الموجة وأصبحوا يتحدثون باسم الحراك الذي لا قيادة له لأن الشعب برمته هو القائد لهذا الحراك، أما معارضة ما بعد 22 فيفري فحدث ولا حرج، فهناك من كان خبيرا اقتصاديا فتحول إلى ناشط سياسي وهناك من كان ينظم الأسواق والمعارض فأصبح محلل سياسي، وهناك من كان يقوم بالعمل الخيري وهذا جميل فتحول بعد 22 فيفري إلى “شي قيفارا الجزائر” Che Guevara ؟! وغيرهم من الوصوليين والمكلفين بمهمة.

بعد كل هذا، في المسيرات أصبحنا نشاهد ونسمع الهتاف بأسماء شخصيات تشارك في الحراك إلا في ولاياتهم الأصلية، وهذا شيء خطير يكرس الجهوية الضيقة ويبعد ما بقي من الحراك عن المطالب الوطنية وعن شعارات الوحدة وهذا لا يبشر بالخير.

مصيرنا سيكون التقسيم وفق هذا المعطى الجديد والخطير، وهذا تأكيد على أن هذه الشخصيات لا تمثل شيئا على المستوى الوطني وإنما أسماء تتعصب لها المداشر والقرى فقط ولا تمثيل لها على المستوى الشعبي والوطني.

الجزائر دائما تبقى فوق الجميع، “أيت أحمد” أو” عبد الحميد مهري” أو”بن بلة” رحمهم الله كانوا يضعون مصلحة الوطن فوق كل حسابات آو اعتبارات شخصية أو جهوية وتعلمون من هم في النضال السياسي.  

 

 

Exit mobile version