قصة المخزن المغربي وانتهاكات حقوق الإنسان لها تاريخ طويل متعدد المحطات والأساليب، اختطاف، قتل، اغتصاب، تعذيب وسجن تحت الأرض وعلى سبيل المثال لا الحصر قصة المناضل الاشتراكي المهدي بن بركة الذي قتله المخزن بطريقة بشعة في غابة سان جيرمان أون لاي، وهذا بعد ما اختطفه الموساد جهاز الاستخبارات الإسرائيلي بطلب من المخزن وبصمت متواطئ من الشرطة الفرنسية من مقهى “الليب” بفرنسا.
بن بركة ذُوّبت جثته بحمض الأسيد ،وكذلك نفس المصير وقع مع مهندس انقلاب الصخيرات الجنرال “أوفقير” الذي قتله الملك وسجن عائلته كلها تحت الأرض في سجن تازممارت وهذا ما دونته في كتابها الذي صدر بفرنسا تحت عنوان السجينة ” مليكة أوفقير” ابنة الجنرال وهي رواية مؤلمة ومأساوية إلى أبعد الحدود تروي فيها طريقة تعذيب عائلتها بوحشية لا مثيل لها تنتهك فيها حقوق الإنسان إلى حد لا يتصوره العقل وهذا لمدة 20 سنة سجن تحت الأرض.
ونعرج على قضية المعارض المغربي من أصل يهودي إبراهيم سرفاتي، هذا المعارض اليساري والذي تعود أصوله إلى يهود “السفارديم” حكم عليه الملك الحسن الثاني بالمؤبد من سنة 1975 إلى غاية 1991 ثم أجبر الملك يعد ذلك على إطلاق سراحه تحت ضغط فرنسا واللوبي اليهودي.
أما عن الاغتيالات فبعد اغتيال الجنرال أوفقير، جنرال آخر ومن المقربين من الملك الراحل الحسن الثاني قتل في 25 جانفي 1983 بمراكش بسبب قضية أخلاقية داخل القصر الملكي.
هذه بعض الأمثلة من الماضي القريب واليوم يقبع في السجن المناضل الثائر زعيم ثورة الريف المغربي ناصر الزفزافي، وأكثر من ذلك ما يتعرض له الشعب الصحراوي بالأراضي الصحراوية المحتلة، فبعد إخماد مظاهرات “كديم الزيك” بالقوة والرصاص وعمليات النفي والتعذيب للمناضلين الصحراويين من طرف مخابرات المخزن وأجهزته القمعية التي تطارد الصحراويين الأحرار بالداخل والخارج في انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمبادئ العالمية، وبناء جدار العار وفضيحة الكركرات .
أي مستقبل لنظام ملكي قائم على القمع والترهيب وتاريخه حافل بالاغتيالات والانتهاكات لم يتعض من قصر الصخيرات والمجازر بحق الصحراويين ولا اغتيالات أوفقير وسجن عائلته بسجن تازممارت واغتيال أحمد الديلمي وسجن إبراهيم سرفاتي واعتقال ناصر الزفزافي فبعد سجنه بسجن رأس الماء وطنجة 2 لا زال يقبع إلى يومنا هذا في سجن الملك.
يحدث هذا أمام صمت دولي متواطئ.