التلفزيون الجزائري ودبلوماسية الصورة: دور محوري في إنجاح الطبعة الرابعة للتجارة البينية الإفريقية

شهدت الجزائر احتضان الطبعة الرابعة للتجارة البينية الإفريقية، وهي تظاهرة اقتصادية قارية كبرى، جمعت رجال الأعمال، الهيئات الرسمية، والمؤسسات الاقتصادية من مختلف الدول الإفريقية. غير أن النجاح التنظيمي واللوجستي لم يكن ليكتمل لولا الدور المحوري الذي أدّاه التلفزيون الجزائري، بقيادة مديره العام الإعلامي محمد بغالي، في مرافقة هذا الحدث وترجمته إلى صور ومضامين إعلامية عكست وجه الجزائر الجديد كقوة إقليمية وقطب اقتصادي صاعد.

الإعلام كقوة ناعمة

منذ تولي الإعلامي محمد بغالي قيادة التلفزيون الجزائري، بدا واضحاً حرصه على إعادة الاعتبار لدور المؤسسة كأداة استراتيجية في صناعة الصورة الوطنية. فالرهان لم يكن مجرد نقل وقائع معرض تجاري، بل تحويله إلى منصة دبلوماسية وإعلامية تُظهر الجزائر كفاعل محوري في القارة. التغطيات المباشرة، النقاشات الاقتصادية، والروبورتاجات الخاصة شكلت جميعها أدوات “قوة ناعمة” عززت من حضور الجزائر.

شراكة الصورة والحدث

استطاع التلفزيون أن يمنح الحدث بعداً جماهيرياً، إذ نقل المعرض إلى بيوت الجزائريين، وأتاح للمواطن متابعة حجم الحركية الاقتصادية الإفريقية. كما وفر منبراً للمستثمرين والعارضين للتعريف بمنتجاتهم ومشاريعهم، ما ساهم في بناء شبكة تواصلية تتجاوز جدران المعرض إلى فضاء إعلامي مفتوح.

البعد الإفريقي والهوية الجزائرية

ركزت التغطيات على إبراز مكانة الجزائر كبوابة نحو إفريقيا، ليس فقط جغرافياً بل أيضاً اقتصادياً وسياسياً. وحرص التلفزيون الجزائري، وفق توجيهات إدارته العامة، على أن تكون الكاميرا أداة تعريف بالقدرات الوطنية في مجالات الصناعة، الفلاحة، والخدمات، وهو ما انسجم مع سياسة الدولة في تعزيز التبادل البيني الإفريقي وتقليص التبعية للأسواق الخارجية.

بصمة محمد بغالي في التحرير والإدارة

بفضل خبرته الطويلة في الصحافة والإعلام، قاد محمد بغالي فريقه التحريري برفقة مديرالأخبار الجيلاني عماري و المديرة المساعدة شهرزاد والحضور اللافت للمساعد الرئيسي للمدير العام عدلان زروقي و كل طواقم التلفزيون من صحفيين و مخرجين و تقنيين إلى تكريس مقاربة جديدة تقوم على التحليل العميق، الروبورتاج الميداني، واستضافة الخبراء، بعيداً عن التغطيات البروتوكولية التقليدية. فكان حضور التلفزيون الجزائري قوياً ليس فقط على مستوى البث الداخلي، بل أيضاً من خلال تغذية وسائل الإعلام الإفريقية والدولية بمحتوى بصري يعكس صورة الجزائر الحديثة.

الإعلام رافعة للاقتصاد

لقد أثبتت التجربة أن الإعلام، حين يُدار برؤية استراتيجية، يمكن أن يكون رافعة اقتصادية حقيقية. فالتغطية المحترفة للتلفزيون الجزائري أسهمت في تسويق صورة الجزائر كوجهة استثمارية، وأعطت بعداً دعائياً إيجابياً للمنتجات الوطنية في السوق الإفريقية.

لقد كان للتلفزيون الجزائري، بقيادة الإعلامي محمد بغالي، دور أساسي في إنجاح الطبعة الرابعة للتجارة البينية الإفريقية، من خلال صناعة صورة مشرقة للجزائر، وإبراز بعدها الإفريقي، وتكريس الإعلام كأداة دبلوماسية واقتصادية في آن واحد. إن ما تحقق يؤكد أن الإعلام العمومي، حين يُدار بكفاءة وبُعد استراتيجي، يمكن أن يتحول إلى شريك فعلي في التنمية الوطنية والقارية.

Exit mobile version