ما هو دور إيطاليا في عالم حافل بالمتغيرات ونحن نعرف أن فرنسا والولايات المتحدة وبريطانيا تُوجِد أوضاعا وترتيبات تجمّد حركة الموازين الدولية والإقليمية، رغم أن التغيرات في الموازين هي من طبائع الأمور، وإيطاليا دولة مسالمة لها علاقات جيدة مع كل دول العالم ولها جاذبية تاريخية بسبب ثقافاتها وحضاراتها وتراثها المادي وغير المادي الذي يعتبر تراثا عالميا، أضف إلى ذلك لإيطاليا علاقات متميزة مع العرب والمسلمين.
وما يحتاجه العالم العربي هو التعدد في مراكز التفكير والتشاور وسياسات جديدة تساعد بتلاقيها على إنشاء مجارٍ رئيسية تُوجد نوعا من التوافق الحر، غير المكره بالضغوط الإعلامية أو الاقتصادية أو السياسية بين أفكار وتوجهات يمكن أن تعطي العالم بوصلة جديدة.
فإيطاليا دولة مستقرة على جميع الأصعدة وتعرف نموا بدأ بفضل سياسة الوزير الأول السابق، ماتيو رنزي، الذي صحح أخطاء سيلفيو بيرليسكوني، وبفضل كذلك حنكة ونظرة الرئيس ابن باليرمو سيرجيو موتاريلا،.. فإيطاليا اليوم رغم تدفق الأمواج البشرية على شواطئ لمبيدوزا، إلا أنها لازالت ترحب بالمهاجر الشرعي، فالأجنبي لا يشعر بالغربة في إيطاليا ويندمج بسرعة بفضل سماحة الإيطاليين وانعدام العنصرية لديهم.
حتى اقتصاديا، تحسنت، كثيرا خاصة في الصناعة والسياحة والخدمات وشركاتها المتوسطة والصغيرة لها فاعلية داخل وخارج إيطاليا وهي تستثمر بكثرة في العالم العربي وخاصة الجزائر وكذالك سياسيا هي متوازنة ولذلك نحن في العالم العربي ندرك واقع الأشياء ونعرف أن إيطاليا هي أهم شريك اقتصادي وإنساني ولذلك من الحماقة أن يحاول أي طرف ثالث أن يتلاعب بالعلاقات خارج حقائقها.