كان ليونيل ميسي المرشح الأول لنيل جائزة الكرة الذهبية لهذا الموسم حسب جميع المراقبين، فهل مازالت حظوظه وافرة للفوز بهذه الجائزة أم أن الخسارة أمام ليفربول ستوزع الأوراق من جديد ويكون ميسي الخاسر الأكبر؟
يبدو أن الهزيمة غير المنتظرة والألمية في نفس الوقت لبرشلونة أمام ليفربول في المباراة التي جمعتهما مساء الثلاثاء 7 مايو 2019 على ملعب إنفيلد، والتي انتهت بفوز ليفربول برباعية نظيفة على ميسي ورفاقه، سيكون لها الأثر الكبير على نهاية موسم برشلونة وعلى نيل جائزة الكرة الذهبية لمجلة “فرانس فوتبال” الفرنسية التي يحلم بها ميسي والتي جعلها من أهم أهدافه الشخصية لهذا الموسم.
فخروج برشلونة من دوري أبطال أوروبا وعدم تأهله للنهائي للمرة الثانية تواليا لم يكن منتظرا لا من المتابعين الرياضيين ولا من مشجعي النادي الكتالوني ولا حتى من فريق ليفربول نفسه خاصة بعد تصريحات المدرب الألماني يورغن كلوب أمام الصحافة قبل المباراة والتي قال فيها إن حظوظ فريقه ضئيلة جدا للتأهل خاصة وأن ميسي أظهر للجميع في المدة الأخيرة أنه أفضل لاعب في العالم.
غير أن الرياح دارت بما لا تشتهيه السفن كما يقول المثل العربي، وهذا ما حدث لميسي ورفاقه. فبعد أن كان الباب مفتوحا أمامهم لنيل ثلاثية تاريخية بعد تلك الأخيرة عام 2015 في عهد المدرب غوارديولا، تعكرت الأمور بعد هذه الهزيمة المذلة. وقد لا يحصل برشلونة في آخر المطاف إلا على لقب الدوري الإسباني. ويدرك برشلونة جيدا أن المباراة المتبقية له لإحراز لقب كأس الملك يوم 25 مايو 2019 ستكون في منتهى الصعوبة والتعقيد بعد الفشل الذريع في تخطي ليفربول خاصة وأن برشلونة كان قد فاز في مباراة الذهاب بثلاثية نظيفة، وأن معنويات لاعبيه ستكون ضعيفة.
وبحسب المختصين في الشأن الرياضي فانه يصعب على ميسي أن يحرز هذا العالم جائزة الكرة الذهبية لما لهذه الجائزة من صلة بلقب دوري أبطال أوروبا. فمنذ عام 2007 كان الفائز بهذه الجائزة من ناد كان قد فاز بدوري أبطال أوروبا إذا استثنينا مرة واحدة كريسيانو رونالدو عام 2013.
والسؤال المطروح هو التالي: من سيكون الفائز بجائزة الكرة الذهبية إن لم يكن ميسي؟ يرى البعض أنه في حالة فوز أياكس أمستردام بلقب دوري أبطال أوروبا فإن الجائزة ستكون قريبة من أحد لاعبي هذا الفريق. ويرشح الخبراء اللاعب الشاب فرانكي دو يونغ المنتقل إلى برشلونة الموسم المقبل. كما يرى البعض أنه في حالة فوز توتنهام فان هاري كاين سيكون من أكبر المرشحين لنيل الجائزة القارية.
أما إذا فاز ليفربول بلقب دوري أبطال أوروبا فان المصري محمد صلاح مؤهل هذه المرة للفوز بهذا الجائزة الكبرى حيث يتصدر حاليا قائمة أفضل هداف في الدوري الإنكليزي الممتاز بعد تسجيله 22 هدفا. كذاك نجد زميله المدافع الهولندي فرجيل فان ديك الذي تم انتخابه كأفضل لاعب في الدوري الإنكليزي لهذا الموسم وهو من بين الذين يمكن لهم إحداث المفاجأة ونيل هذه الجائزة الكبيرة.
يبقى السؤال: هل بإمكان ليونيل ميسي الفوز بهذا الجائزة هذا الموسم؟ يبدو أن الأمور أصبحت في غاية التعقيد بالنسبة له حيث بدا واضحا أن جميع الأوراق ليست بحوزته لنيل هذه الجائزة المرموقة وأنه أضاع فرصة كبيرة بعد خسارة فريقه المذلة أمام ليفربول.
هل سينجح ميسي رغم كل هذه العراقيل في نيل الجائزة؟ هذا ما سنراه نهاية عام 2019.