خاشقجي.. نهاية الرجل اللغز؟!
قضية الإعلامي السعودي جمال خاشقجي أثارت وستثير لعقود طويلة تساؤلات وردود أفعال ستكون لها انعكاسات سلبية على المملكة السعودية لأن مقتل مواطن سعودي موضوع في خانة المغضوب عليهم أمر خطير وسابقة في الميدان الدبلوماسي وانزلاق خطير في سياسة ولي العهد محمد بن سلمان.
جمال خاشقجي أو العلبة السوداء للمخابرات السعودية، رجل يعرف الكثير عن الإسلام السياسي الذي تبثه السعودية وصدرته للخارج، الرجل كان مستشارا لرئيس المخابرات السعودية “تركي الفيصل” وأُرسل في مهام تحت غطاء إعلامي إلى زعيم القاعدة أسامة بن لادن إلى أفغانستان كما أُرسل إلى السودان والبوسنة والجزائر في عز الإرهاب ؟! ثم اشتغل مستشارا لسفير السعودية بواشنطن الأمير بندر وعايش أحداث 11 سبتمبر 2001.
كما كان مقربا جدا من الوليد بن طلال الذي عينه مديرا عاما على قناة “العرب” بالبحرين كما اشتغل رئيسا للتحرير لجريدة الوطن السعودية واشتغاله الأخير ككاتب عمود بيومية “الواشنطن بوست” وكان الوليد بن طلال وراء توظيفه في خطة تدخل في عملية علاقات عامة لتحسين صورة المملكة هو و”توماس فريدمان” في نيويورك تايمز، إلا أن الثورة التي حدثت في القصر الملكي والصعود القوي لولي العهد محمد بن سلمان قلب موازين القوى وأبعد الوليد بن طلال عرابه وأدخل جمال خاشقجي حافظ أسرار الفريق المُبعد من القصر ومراكز القرار ولا أحد يعلم ما هي دوافع اغتيال أو سبب وفاة خاشقجي؟ هل هدد محمد بن سلمان بملفات، هل كان يعرف الكثير؟ لا أحد بإمكانه معرفة السبب الحقيقي، المهم أن خاشقجي كان لغزا راح ضحية صراع القصور الملكية والخطط الإقليمية والحسابات الدولية.