آخر الأخبار
بوتين يوافق على تطوير تطبيق مراسلة حكومي بديلا عن واتساب وتيليغرام ترامب: "لا أرغب برؤية تغيير النظام في إيران" "أكسيوس": منع موظفي مجلس النواب الأمريكي من استخدام "واتساب" بزشكيان يهاتف أمير قطر رئيس وزراء إيطاليا السابق: ترامب ارتكب خطأ تاريخيا بضرب المنشآت النووية الإيرانية الجزائر تستنكر و تندد رئيس الجمهورية يشرف بقصر المعارض على افتتاح الطبعة الـ 56 لمعرض الجزائر الدولي رئيس الجمهورية يترأس اجتماع عمل لوضع اللمسات الأخيرة لمرسوم تنفيذي خاص بصغار المستوردين أحمد عطاف يجري محادثات ثنائية مع وزير الخارجية لجمهورية بنغلادش الشعبية محمد توحيد حسين أحمد عطاف يعقد لقاءً ثنائيا مع وزير الخارجية والمغتربين للجمهورية العربية السورية، السيد أسعد حسن ال... أحمد عطاف يجري لقاءً ثنائيا مع وزير الخارجية وشؤون المغتربين للجمهورية اليمنية شائع محسن الزنداني أحمد عطاف يعقد لقاءً ثنائيا مع وزير الشؤون الخارجية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، السيّد عباس عراقج... السيد عطاف يجري بإسطنبول لقاء ثنائيا مع نظيره الأذربيجاني عطاف يجري بإسطنبول محادثات ثنائية مع نظيره الموريتاني عطاف يجري بإسطنبول محادثات ثنائية مع نظيره المصري ترامب يعلن شن غارات جوية على 3 مواقع نووية في إيران أحمد عطاف يشارك في الجلسة الافتتاحية للدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلا... أحمد عطاف يحل بإسطنبول للمُشاركة في أشغال الدورة الحادية والخمسين لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون ا... هيئة الرقابة النووية والإشعاعية في السعودية تحذر! الوكالة الدولية للطاقة الذرية تحذر من استهداف المنشآت النووية في إيران
أحجار الوادي

” الرئيس اختفى”.. فلنحذر أمريكا!

خالد عمر بن ققه

” حين يصل مجرى الوادي إلى نهايته، وتبلغ حملته ـ غير السياسيّة ـ ذروتها، ويتَّخذ طريقه القدري في تكرار شبه أبدي في مرحلة ما بعد الغدير وصوته، نحو عودة تنتهي إلى تكريس البداية حين كان خالياً إلا من أحجاره، تكون هذه الأخيرة هي الثابت الوحيد، وعلى مِثْلها يمكن أن نقيس ثوابت الجغرافيا، وحوادث التاريخ، ومنظومة القيم، وعمق الإيمان، وعلاقات البشر، ومستقبل الدول، ودور القادة، ومصير الشعوب، وحركة الزمن، ومسار الحياة.. هنا في هذه المقال كثير أو قليل من هذا وذاك”

عندما تأخذك لهفة الشوق لمعرفة موقف الآخر منك حُبّاً أو كُرْهاُ، لأجل إقامة علاقة سويّة معه أو مضطربة، أملاً في السلام أو تحضيراً للحرب، قد تكون على بينة من الأمر، ذلك لأنك حددت موقفك منه، وبناء عليه تتَّخذ قرارك، لكن إلى أين تصير الأمور حين يكون الآخر قويّاً وغشوماً، يعلن صراحة استراتيجية التي هي جهر بالمؤامرة.. تلك هي حالة الولايات المتحدة الأمريكية في علاقتها مع الجزائر مستقبلاً، وهي في تصوري أخطر من فرنسا، ذلك لأن هذه الأخيرة، عدو الماضي في المطلق، وشبه العدو في الحاضر، نعرفها مثلما نعرف أنفسنا.

ولأننا نعرف أنفسنا ونعرف فرنسا، والعكس صحيح، فإنه من الضروري على الجزائريين والفرنسيين أن يكرسوا العداء بينهما، لأنه يؤدي إلى تقوية الجبهة الداخلية، وهذا يعني أن غياب العداء بيننا وبين فرنسا ليس لصالحنا ولا لصالحها، لأن العلاقة بيننا ينعشها ذلك العداء، ناهيك على أنه لا مفر من وجود العلاقة وديمومتها، بحكم وجودنا البشري فيها أوَّلاً، وبحكم وجودها الثقافي والاقتصادي والسياسي فينا ثانياً، وثالثاً: بحكم هروبنا وهجرتنا إليها في الصحة والمرض، وعند تمدين الدولة وعسكرتها، وسعيا بالظن للخروج من الفقر وبالوهم أملا في الغنى، وعند البحث عن المجد والشهرة، وعند السعي للحرية وحقوق الإنسان مزيفة كانت أو حقيقة، وعند فكّ الخصومات السياسية، وأحيانا حتى العاطفية.

تلك هي علاقتنا مع مستعمرنا بالأمس القريب، الذي رفضناه، وقاومه وأخرجه المجاهدون على مدار 132 سنة، إِذْ كلما رحلت جماعة منهم أورثت من جاءوا بعدها عبء المواجهة، وهو يستعمر اليوم تصرفات عدد غير قليل منا بحكم الحاجة والمصالح، ومستعر أيضا لقلة منا نافذة ومتحكمة باختيارها، تخطت فيها ما سماه المفكر مالك بن نبي القابلية للاستعمار، إلى الحنين والشوق لجلادها في حالة نفسية مرضية يعجر العلم عن علاجها.

بعد هذا كله، أيعقل اعتبار الولايات المتحدة الأمريكية أشدُّ خطرا عن الجزائر من فرنسا، ونحن على علاقة صداقة بها منذ أن كُنَّا سادة البحر الأبيض المتوسط، حيث كان أسطولنا الأقوى، وعند اعترافنا بها حين توحدت واستقلت، وكذلك عند مساندتها لنا في المواقف الدولية وعبر الأمم المتحدة في ثورتنا واستقلال بلادنا؟

عمليّاً، وتاريخيّاً، علاقتنا سوية ومزدهرة مع الولايات المتحدة، مع أننا صُنِّفنا ولا نزال بأننا كنا في حلف الكتلة الاشتراكية بقيادة الاتحاد السوفياتي، وبعدها الجزائر حليف استراتيجي، خاصة في المجال العسكري، لروسيا الاتحادية، وخلفية علاقتنا السوية مع الولايات المتحدة تعود لسببين رئيسيين، أولها: أن القرار الجزائري، مهما كان فيه من نقص هو ثابت ومستقل وغير متناقض، وهذا جعل الجزائر محلّ تعويل في السياسة الدولية، إن لم يكن على مستوى التحالف، فعلى الأقل أنها بعيدة عن الغدر، وثانيها: مهما يقال عن الجزائر، وبغض النظر عن محاولات التشويه من عدة دول، فهي تتعامل بنديّة حتى مع الدول الكبرى، بما فيها القوى العظمى، وقد أثبتت الأحداث أن التعامل بالندية مع المصداقية، مع القدرة على التضحية حين يفرض الواقع ذلك، عوامل تفرض الاحترام على المستوى الدولي، وأحسب أن الجزائر كذلك.

علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية ستتوتَّر في المستقبل مهما طال الزمن، وقد يبدو للبعض أن السبب سيكون القضية الفلسطينية، وهي بلا شك أحد العوامل الرئيسة، ولكن ليست هو الأساس، إنما بسبب الدافع الأقوى لأمريكا، وهو  سعْيها لإيجاد مجالات حيوية في أفريقيا والاستيلاء على ثرواتها، وسيحصل تصادم إرادتين سندفع ثمنه غالياً لكن سننتصر في النهاية، والسؤال هنا: هل يمكن أن ينتفي أو يختفي أو ينتهي تصادم الإرادة الأمريكية بالإرادة الجزائرية في حال إذا قدمنا تنازلات تحقق المصالح الأمريكية في بلادنا، كما ينصح بعض عناصر النخبة، خاصة في نظام الحكم؟

بالطبع لا، ودروس التاريخ نأخذها من تجربتي إيران بقيادة الشاه محمد رضا بهلوي، والعراق بقيادة الرئيس صدام حسين.. ألم تكن علاقة الدولتين مع أمريكا استراتيجية، وقد عشنا مصير النظامين، والدولتين، والشعبين أيضاً، لذلك كله علينا الحذر، هنا يصبح لزاما توضيح الموقف الأمريكي مستقبلا تجاه الجزائر بناء على تفكير القادة، حتى لو طرح في نص أدبي على النحو الذي جاء في رواية” الرئيس اختفى”( THE PRESIDENT IS MISSING)  تأليف الرئيس الأمريكي الأسبق” بيل كلينتون” و” جيمس باترسون”( كاتب أمريكي متخصص في قصص الرعب المعاصر والخيال العلمي)، نقلتها للعربية الكاتبة والمترجمة الأردنية” نداء فاروق غانم”( صدرت في طبعتها الإنجليزية عام 2018، وبالعربية عام 2019 ـ اصدار ” روايات” ـ احدى شركات مجموعة كلمات ـ الشارقة ـ الإمارات)

أهمية هذه الرواية تكمن في أمرين، أولهما: أنها أول رواية يكتبها رئيس للولايات المتحدة تحوي تفاصيل سرية لم تكشف من القبل، وهذا الأمر يهم الأمريكان، كما يهم حكومات وشعوب العالم، والجزائر منها، فيما تبدو للقارئ أنها تطرح أحداث ذات طابع ماضوي، وثانيهما: أن الرواية تدور معظم أحداثها على أرض الجزائر عبر منظمات إرهابية، تتقاطع مع حضور تركي لافت، كأنه يشي لما يحدث اليوم من وجود تركي في ليبيا، وهذا يعني أن الرواية تتحدث عن الحاضر والمستقبل، وهذا ينفي اعتمادها عن الخيال، بل أنه يحيلها من رواية إلى نص سياسي.

واعتماداً على ما سبق قوله، وعلى ما سيأتي لاحقا، تبدو الرواية ـ من منطلق وطني، ومن استشعاري لمخاوف من دور أمريكي آخذ في التمدد والتكمن في أفريقيا، وفي التوحش والتغول عالميّاً ـ رسالة مشفرة يراد بها شرّاً للجزائر، ولتوضيح ذلك نتابع مختصر الرواية لندرك أي خطر يحدق بنا:

يحرّك الرئيس الأمريكي قوة مضادة في الجزائر لإحباط عمليّة القضاء على” سليمان سيندروك”، زعيم مجموعة” أبناء الجهاد” الأسطوريين من نجوم قراصنة الإنترنت والإرهاب الإلكتروني حول العالم، وعليه يتفق المسؤولون على مساءلة الرئيس ومطالبته بإيضاحات، فيما تدور في الأجواء معلومات عن قرب حدوث هجمة إلكترونية مدمّرة قد تُعِيد الدولة الأقوى في العالم إلى عصور الظلام، وتنهي تماما تواجدها في الشرق الأوسط وبقية العالم، لكن من له مصلحة في ذلك؟، ولماذا يختفي الرئيس الأمريكي في ظل هذه الظروف حتى لا يعود يعرف أين هو؟

تلك هي الفكرة الأساسية في الرواية، ومهما كانت آراء النقاد حولها، ومنها الرأي القائل أنها موجهة إلى الرئيس السابق دونالد ترامب، إنما الذي يعنينا بالأساس أن الجزائر حاضرة وبقوة، وتمثل هاجسا ومخاوف أمريكية، صحيح أن الرواية سياسية، وتنطلق من التوظيف الإرهابي للعالم الرقمي والفضاء الإلكتروني ومواقع التواصل الاجتماعي، لكنها تبين مخاوف أمريكا وتطلعاتها من حلفائها الدوليين، ومن استعدادها للتحرك بعيدا عن مجالها الجغرافي، سعيا لمجال حيوي مفتوح، فهل ستكون الجزائر هي ذلك المجال؟.. ربما، وهذا ما فهمته من الرواية ( التي على الجزائريين قراءتها خاصة صناع القرار وعناصر النخبة ).. إذن فلنحذر أمريكا حتى لا تختفي دولتنا حقيقة مقابل الاختفاء الوهمي للرئيس الأمريكي.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 3 =

زر الذهاب إلى الأعلى