الإبراهيمي.. تاريخ, وطنية ونوايا حسنة
تعيين أو اقتراح المبعوث الأممي والدبلوماسي المحنك الأخضر الإبراهيمي للاشراف على الندوة الوطنية والتحضير للانتخابات الرئاسية بدون الرئيس المنتهية ولايته، أثار الكثير من الجدل بين مؤيد ومرحب ومنتقد من بعض الجهات والأوساط المعروفة وكذلك من طرف بعض الجهات والأوساط المعروفة بأجندتها السياسية وورقة طريقها المبهمة ؟ !
المعروف والمتفق عليه أن الأخضر الإبراهيمي لا يزايد على وطنيته أحد ولا يشك في ولاءه للجزائر إلا ناكر للمعروف، فالرجل عين سفيرا مباشرة بعد استقلال الجزائر وتقلد عدة مناصب سامية في السلك الدبلوماسي أيام الراحل هواري بومدين وعمل وزيرا للخارجية في عز الأزمة السياسية التي عرفتها البلاد في بداية التسعينات ولم يهرب من المسؤولية وقبل بها في وقت كانت السلطة تبحث عن من يقبل بالمسؤولية كمن يبحث عن إبرة في كومة صوف، فهذا دليل عن وطنية الرجل وإخلاصه للوطن، كما شرف الجزائر في الأمم المتحدة كمبعوث أممي في سوريا والعراق، كما كان له كذلك موقفا مشرفا من الأزمة الليبية واصطف مع الشعب الليبي ونصح السلطة آنذاك بالوقوف مع الشعب الليبي.
فمواقف الرجل مشرفة من الحراك الشعبي واليوم إن قبل المسؤولية فمن أجل مساعدة هذا الشعب ضد زمرة الفساد التي تغلغلت في دواليب السلطة وأصبحت تصنع القرار وتعين الوزراء، فلا يجب أن نحكم على الرجل قبل أن يبدأ مهمته ويجب أن نكون موضوعيين في نقدنا بعيدا عن التشخيص والتخوين ولا يجب أن نهدم رموزنا لأن الإبراهيمي يبقى رمزا وفخرا للجزائر، الرجل شرّف البلاد في المحافل الدولية فالرجال تاريخ ومواقف.
والجزائر حررها الجميع ويبنيها الجميع والرجل ليس متعطشا للمسؤولية ولم يطلبها فمهمته مثل مهمة بوضياف لما قبل برئاسة الجزائر في ظروف صعبة.
الإبراهيمي قبل بالمهمة من أجل الجزائر وشعبها وليس له خلفيات سياسية ولا أطماع شخصية، الإبراهيمي يكفيه شرفا أنه عيّن فلجنة العقلاء في الاتحاد الافريقي من طرف الزعيم الراحل “نيلسون مانديلا”، كما عينه الأمين العام الأممي في لجنة الشيوخ لمؤتمر ميونيخ للأمن، فلا يجب أن نشوه صورة رموزنا الوطنية لأن الرجل إن قبل بالمهمة فمن أجل الشعب والوطن ولا أحد بإمكانه احتكار الوطنية أو الحديث باسم الشعب لأن الجزائر فوق الجميع.