ما يجب أن يقال: نهاية فرعون ؟ !
توقيف السعيد بوتفليقة هو أحد مطالب الحراك الشعبي المبارك، لأن السعيد بوتفليقة هو عرّاب المافيا السياسية، المالية والإعلامية، هذا الرجل الغامض استطاع بصلاحيات رئيس جمهورية أن ينفذ كل مخططات شقيقه عبد العزيز الرئيس المخلوع.
البداية كانت بإبعاد كاردينال فرندة من الرئاسة وتهميشه وتطويق كل نفوذه ليحل محله ويؤسس لنقابة الإجرام أو المافيا السياسية، المالية والإعلامية، هذا الرجل كوّن شبكة من المخبرين والجواسيس تعمل لصالحه وتجمع المعلومات في شتى القطاعات له، ليتحرك هو بعدها من دون أن يتحرى أو يتأكد ويبعد فلان ويعاقب علان وهذه الممارسات بدأها سنة 2003 مع رئيس الحكومة علي بن فليس بحيث وضع له مصورة لإحدى الوكالات لتتجسس عليه وهذه المعلومة أكدها لي علي بن فليس شخصيا في حينها ثم بدأ يتدخل في المشهد السياسي ويحرك تصحيحيات ويؤسس جمعيات الهف السياسي والتملق ثم بدأ يعين الولاة والوزراء والسفراء والنواب والسيناتورات، وأنشأ لوبيات المال الفاسد التي فتح لها خزائن البنوك لتأخذ ما تشاء من المال العام واحتكر الصفقات العمومية لأصحابه وأسس لوبي إعلامي من المرتزقة والمأجورين لخدمة صورته وصورة شقيقه المخلوع عبر منحهم للإشهار العمومي وحتى الخاص عن طريق سطوته ونفوذه وحتى في التلفزيون العمومي أبعد الكثير ممن لا يسبحون بحمد فخامته وأنا واحد منهم أبعدني من رئاسة تحرير “في دائرة الضوء” وأوقف برنامجي الحواري “لقاء الأسبوع” لأنني لم أكن معه وكتبت مقالا في الشروق ضد تعييناته في التلفزيون فأوشى بي الواشون فأمر خلادي بإبعادي، هذا على سبيل المثال لا الحصر.
هذا الرجل أخذ أكثر من حجمه وأخرج كل عقده النفسية في الدولة الجزائرية، اليوم بفضل الحراك الشعبي وضغط الملايين سقط هذا العرّاب مثلما خُلع شقيقه الذي كان يبحث عن الخامسة، فالتاريخ علمنا أن لكل طاغية نهاية ولكل فاسد وظالم يوم.
اللهم لا شماتة،” يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”، الشعب سينسى هذا البهتان سريعا وحتى مزبلة التاريخ لا تحتفظ به.