خطاب بن صالح وشعارات الحراك ؟!
خطاب رئيس الدولة الممدد له من طرف رئيس المجلس الدستوري المعين من طرف رئيس الدولة المنتهية ولايته (90 يوما) لم يلقى التجاوب من طرف بقايا مشاهدي التلفزيون العمومي أو من طرف الحراك الشعبي الذي رد على بن صالح في الجمعة 16 من الحراك الشعبي السلمي بشعارات قمة في البلاغة والوعي السياسي، عكس خطاب بن صالح الذي جاء في شكل بيان ظاهره سياسي وباطنه إرشادي، خطاب بعيد كل البعد عن الواقع السياسي الذي تعيشه البلاد، خطاب وكأن كاتبه جاء من كوكب آخر O.V.N.I ،خطاب فيه لغة التحدي والاستفزاز عندما يتحدث عن الإقصاء والمغامرة ؟!
بن صالح بهذا الخطاب أراد أن يقدم لنا حلولا إنشائية وهو يعلم جيدا أنه جزأ من المشكلة وليس جزءا من الحل المنشود ويعلم أنه حقق إجماع وطني رافض له ويعلم أنه على رأس قائمة المطلوبين شعبيا بالرحيل ويعلم كذلك أنه كان ركنا هاما في نظام بوتفليقة ويتحمل مسؤولية كبيرة من حصيلة الرئيس المخلوع لذلك مستحيل أن يكون الحوار معه أو به ومستحيل أن تجري انتخابات نزيهة تعيد الثقة للناخب وللمواطن بحكومة بدوي وأدواتها الإدارية القديمة.
الشعب بحاجة إلى وجوه جديدة لم تتلوث بهواء النظام البوتفليقي، هذا هو المطلب الوطني وما دون ذلك هو مضيعة للوقت وإهدار للطاقة واستفزاز للشعب، لأن سياسة الأمر الواقع وسياسة فرض الوصاية على الشعب قد ولى وانتهت صلاحيته مع أول صيحة للحراك الشعبي يوم 22 فيفري 2019 الذي قال لا صوت يعلو بعد اليوم فوق صوت الشعب وبدون إقصاء يعني 48 ولاية تريد رحيل كل رموز عقدين من حكم بوتفليقة والعصابة.
الجزائر أكبر من الجميع والحكم فيها للشعب وليس للجماعة يا أولي الألباب.