ما يجب أن يقال: النمسا والعرب … الدبلوماسية في خدمة التاريخ ؟!
في ظل التوترات الإقليمية والنزاعات الدولية، يستطيع أي متابع للعلاقات العربية الغربية أن يقول أن لحظة الحقيقة بالنسبة للنمسا لم يعد من الممكن تأجيلها أو تجاهلها، ذلك أن النمسا يتحتم عليها هذه اللحظة أن تخرج إلى ساحة السياسة الدولية العربية بدور متكامل بعيد النظر، شامل الرؤية في العلاقات العربية النمساوية وفي شتى المجالات.
ولو كان هناك في التاريخ العربي والنمساوي كله مجال لحقيقة اقتصادية لن تعبر عنها حيوية دبلوماسية، فالحقائق لها دائما ضروراتها وتجاهل هذه الضرورات قد يؤدي اليوم إلى انتكاسات دبلوماسية.
النمسا كانت ولازالت مهدا للديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية التعبير وهي دائما محايدة في القضايا المصيرية للعالم العربي وهذا عبر التاريخ وهي نموذج للعمل السياسي، فأيقونة الشباب “سيباستيان كورز” أصبح مستشارا فدراليا وعمره لم يتجاوز 27 سنة وهذا على سبيل المثال لا الحصر، لذلك النمسا بإمكانها أن تقدم الكثير للعالم العربي وفي شتى المجالات في ظل المصالح المتقاطعة للكثير من الدول، كما بإمكانها وهذا بتنوع طبيعتها وجمالها ونظافتها وحسن ضيافة أهلها أن تصبح قبلة للسياح العرب.
النمسا لها كل المقومات والمرافق التي يبحث عنها السائح العربي، كذلك في ميدان التبادل الثقافي والعلمي والرياضي، فالنمسا دولة رائدة في كل المجالات فإذا كانت الراحلة أسمهان غنت في أربعينيات القرن الماضي “ليالي الأنس في فيينا” ماذا سيغني العرب اليوم؟
الأكيد أن دبلوماسية الفرص في “فيينا” تغري الجميع.