ما يجب أن يقال: نباح زمور وصمت القبور
مرت تصريحات الصحفي الفرنسي ذو الأصول اليهودية “إريك زمور” في ندوة نظمت في باريس من قبل المقربين من النائب السابق من اليمين المتطرف “ماريون ماريشال”.
الخطاب الذي ألقاه “زمور” في هذه الندوة كان خطابا عنصريا يحرض على العنف والكراهية ضد العرب وضد المسلمين واصفا إياهم بشتى النعوت وقال : “مشاكلنا تزداد سوءا بسبب الهجرة وتزداد سوءا بسبب الإسلام وقال سوف يستبدل الشعب الفرنسي بشعب آخر أو بالأحرى استبدال الساكنة البيضاء المسيحية بساكنة مهاجرة مسلمة متبنيا في خطابه أطروحة الكاتب المنظر “رونوكامو”.
هذا الخطاب الذي بثته قناة L.C.I التابعة لـTF1 على المباشر، خطاب اعتبرته الأوساط الإعلامية والسياسية الفرنسية بالانحراف الخطير ووصفه الوزير الأول الفرنسي بالمثير للاشمئزاز، وبدورهم طالب صحفيو جريدة Le Figaro بمنعه من الظهور في البرامج التلفزيونية وبالمقابل قررت إذاعة RTLطرده من الإذاعة التي كان يقدم فيها فقرة صباحية.
الغريب بعد هذا الخطاب العنصري لم نسمع كلمة تنديد واحدة من مسؤول عربي أو من وسائل إعلام عربية، هذا الإعلام صمت صمت القبور أمام تصريحات “زمور”، عفوا أمام نباحه.
إن الإعلام رسالة حضارية هادفة بدون عنصرية، بدون نشر الحقد والكراهية بين الشعوب لأن الإعلام هو الوسيلة الأنجح لنبذ الخطاب المتطرف والواجب على الإعلام العربي الإسلامي أن يدافع عن دينه وهويته ضد حملات التشويه والترهيب.
هذا الصمت المبهم أكيد أنه نابع من قرارات سياسية فوقية لا زالت تخشى من اللوبي الإسرائيلي المتغلغل والمتحكم في الأوساط الإعلامية العالمية، خاصة أن أغلب بيوت الحكام العرب من الكريستال السريع الانكسار، وأمام هذا الصمت تبقى قافلة المهاجرين تسير و”زمور” ينبح ؟ !