ما يجب أن يقال: ليبيا بين اللعبة والألاعيب ؟!
ما يحدث اليوم في ليبيا هو أخطر مما حدث في العراق لأن ليبيا دولة متوسطية وإفريقية ومع استمرار حالة اللااستقرار فيها واستمرار توافد المرتزقة من كل الدول للانضمام إلى “اللعبة” خليفة حفتر قد يزعزع كيان قارة بأكملها بسبب ألاعيب أمم إقليمية ودولية تريد اقتسام ليبيا ونهب ثرواتها.
فبعدما أسقط ساركوزي وطائرات حلف الناتو معمر القذافي في إطار الربيع العربي وتنفيذا لنظرية الفيلسوف الإسرائيلي الفرسي “Bernard Henry Levy”، هاهي اليوم دول أخرى تريد تقسيم ليبيا إلى 03 دول باللعبة “حفتر” وميليشياته من المرتزقة الروس والسودانيين والتشاديين وبآليات وطائرات إماراتية وتأطير من شركة Black Water وضباط استخبارات متعددة الجنسيات هدفهم تنفيذ خريطة طريق جديدة لليبيا قد تهدد أمن واستقرار دول الجوار، بل دول قارة إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط بأكمله.
الجزائر كانت ولازالت ضد التدخل العسكري الأجنبي في ليبيا ومع الحل السياسي للأزمة الليبية وبإشراك كل الفصائل والقبائل الليبية دون أي إقصاء وهذا ما ترفضه بعض الدول التي ترى في ليبيا الفردوس الاقتصادي الموعود لشركاتها المفلسة ومنطقة نفوذ جديدة وسوق عمالة لعمالها البطالين، فتعددت المصالح وليبيا واحدة.
لذلك تريد بعض الدول في مؤتمر Munich إقصاء الجزائر وتونس من المشاركة في هذا المؤتمر حول ليبيا رغم أنهما المعنيان والمتضرران من الوضع الحالي لما يحدث في هذا البلد أمام صمت أممي متواطئ ومنقسم داخل مجلس الأمن حول الأزمة الليبية، وهذا ما عطل ويعطل عمل مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا “غسان سلامة” ونفس الشيء حدث في سوريا مع الدبلوماسي البارز الأخضر الإبراهيمي الذي قام بعمل دبلوماسي جبار فلولا الانقسام الأممي كذلك داخل مجلس الأمن وتقاطع المصالح الاقليمية والدولية لا حلت الأزمة في بدايتها ونفس الشيء يحدث الآن في ليبيا.