قطر تحتفل بعيدها الوطني
كلمة سعادة سفير دولة قطر لدي الجزائر / حسن بن ابراهيم المالكي
الثامن عشر من ديسمبر يوم أطل على تاريخ قطر منذ أكثر من قرن من الزمان عندما أرسى المغفور له الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني مؤسس دولة قطر الدعامة الأولى في تشييد دولة قطر الحديثة لينطلق من فجر ذلك اليوم التاريخي المجيد نور أضاء معالم الطريق ورسم آفاق المسيرة التي نعيش الآن أيامها الجميلة وقد توجت بعناوين البناء والإنجاز ولتسطع شمسها على كل أبناء الوطن في عهد أميرها وقائدها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.
قطر، عبق التاريخ وعمق الجذور ومعنى الأصالة وروح الهوية التي منها استمدت مناعتها وصانت حريتها وحافظت على شخصيتها العربية المتميزة، وواجهت مستقبلها لتصنعه بعزم وثبات أبنائها ، فمضت بالعلم والإيمان تقطع المسافات بخطوات واثقة لتبقى دائما حرة تسمو بروح الأوفياء .
في حياة الشعوب والأمم أوقات قد يشتد فيها الخطب والملمات ويبلغ البلاء الحناجر، وهي لدى المخلصين في الأصل بواعث لشحذ الإرادة الطيبة وتأكيد الوفاء ، هي في الواقع اختبار لحقيقة الانتماء وصدق الولاء، وهي امتحان كاشف للقدرة على استنهاض الهمم في مواجهة التحديات، ولم تكن دولة قطر معفاة من التعرض لظلم القريب قبل البعيد ، ولحصار الأشقاء قبل الغرباء، فواجهت مكرهة اختبار قبضة القوة والصلابة والصبر لتؤكد أن عزتها وكرامة شعبها لا تقبل الانكسار، وأن سيادتها خط أحمر.
لقد أقسم أبناء قطر في مطلع النشيد الوطني : قسما بمن رفع السماء ، قسما بمن نشر الضياء
قطر ستبقى حرة، تسمو بروح الأوفياء .
وكذلك أقسم أبناء جزائر الشهداء أنه قسما بالنازلات الماحقات، والدماء الزاكيات الطاهرات، والبنود اللامعات الخافقات في الجبال الشامخات الشاهقات نحن ثرنا فحياة أو ممات وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.
ويشهد التاريخ أن أبناء البلدين الشقيقين كانوا أوفياء لقسمهم، وكما وجد كل أخ أخاه في السراء، فقد وجد كلا منهما أخاه أيضا وقت الشدة معينا في كل الأحوال ونصيرا مهما كانت الظروف.