الذكرى لمهري والتذكير لبوكرزازة
عادت ذكرى وفاة الزعيم المناضل عبد الحميد مهري بالشعب الجزائري إلى سنوات العز والنخوة ومواقف الرجال الذين لا يخشون لومة لائم وبعد بسم الله الرحمن الرحيم “من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا” والحديث هنا عن الوزير السابق عبد الرشيد بوكرزازة تلميذ ورفيق الأمين العام للأفلان سابقا عبد الحميد مهري أيقونة السياسة والنضال الشريف.
السيد بوكرزازة رجل يشهد له الجميع بالاستقامة والشهامة فهو اليوم الفرصة الضائعة للأفلان، لأن الرجل كان دائما على عهد مهري سائرا وفاءا وقناعة بمبادئ وقيم الرجل سواء لما كان قائدا للكشافة الإسلامية أو أمينا عاما للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية أو حتى لما كان وزيرا سواء للمدينة أو للاتصال، فالرجل كان صاحب إستراتيجية في العمل ورؤية في الاتصال وهذا ما أزعج العصابة والقوى غير الدستورية التي أبعدته وهمشته مثلما همشت غيره من الوطنيين والنزهاء الذين لا يبيعون ولا يشترون في المبادئ والقيم.
والرجال مبادئ وقيم والتاريخ إنجازات ومواقف فتهميشه لم يكن خسارة شخصية له وإنما خسارة وطنية تسبب فيها خدام العصابة والنتيجة اليوم يعرفها العام والخاص.
ذكرى مهري وإعادة بث بعض خطاباته في قناة الشروق كشفت لنا مداخلات بوكرزازة ودقة تحاليله وشجاعة اعترافاته بشموخ في رجل ليس ككل الرجال، فكم تحسر مناضلو الأفلان على رحيل مهري وكم كانت حسرتهم كبيرة على ضياع فرصة الاستفادة من عيد الرشيد بوكرزازة كأمين عام للأفلان ليتم عمل مهري ضحية “مؤامرة الأقزام على موائد اللئام”.
ورغم هذا، التاريخ أنصف مهري وخلده كما أنصف الحراك الشعبي الذي أطاح بالعصابة وكلابها عبد الرشيد بوكرزازة كطاقة مهمشة بفعل فاعل لحساب وزراء الفساد المالي والسياسي والأخلاقي.
وعلم الحياة علمنا أن الأبطال ليسوا دائما من المتواجدين في دائرة الضوء وإنما القمر والنجوم لا تظهر ولا تبرز إلا في الظلام حتى لو كان هذا الظلام بفعل البشر، وعدالة التاريخ لا يظلم عندها أحد وسجلات التاريخ لا تسجل سوى مواقف الكبار، أما الصغار والأقزام فمزبلة التاريخ تتسع للكثير منهم.