ما يجب أن يقال: إسكات البنادق وكشف الحقائق ؟ !
أسدل الستار على القمة الإفريقية بأديس أبيبا تحت شعار “إسكات البنادق”، هذه القمة التي عرفت مشاركة الجزائر ممثلة برئيس الجمهورية عبد المجيد تبون الذي رافع مطولا من أجل حل سياسي للأزمة الليبية بعيدا عن التدخل الأجنبي،كما رافع كذلك من أجل تصفية الاستعمار في الصحراء الغربية وفق لوائح الأمم المتحدة وكما جدد السيد الرئيس حرص الجزائر على التنمية في الساحل الإفريقي وتضامن الجزائر مع دول الساحل من خلال إنشاء وكالة جزائرية للتعاون الدولي بأبعاد إفريقية.
هذا هو الدور الجزائري في المساهمة في حلحلة النزاعات الإفريقية والمشاركة في التنمية الاقتصادية، لكن الملفت للانتباه في شعار هذه الدورة وهو “إسكات البنادق”؟ ! فالمفروض هو حرق البنادق أو كشف بارونات السلاح في إفريقيا والدول التي تتاجر في السلاح وتشعل فتيل الأزمات والحروب لأغراض جيواستراتيجية.
فالتدخل الأجنبي في ليبيا تقف وراءه دول معروفة دوليا وإقليميا وهي التي أغرقت ليبيا بالبنادق وغير البنادق ونفس الدوائر الدولية هي التي أشعلت الحروب الأهلية في ليبيريا وفي كوت ديفوار وفي الساحل الإفريقي فمصائب الحروب الإفريقية هي فوائد لدى سماسرة الحروب وبارونات السلاح.
والعملية بالنهاية تجارة مربحة لا تسكتها الشعارات الجوفاء والرنانة التي لا تقدم ولا تؤخر في شيء وحتى لا تتحول القمم الإفريقية إلى فضاء للعلاقات العامة وشرب الشاي على حساب المشاكل الحقيقية للقارة الإفريقية التي تتسبب فيها دول معروفة كان الأجدر من الاتحاد الإفريقي أن يذكرها بالاسم ويوبخها أو يهدد بقطع كل دول القارة الإفريقية العلاقات معها وكيف ستكون انعكاسات ذلك على اقتصادها بدل الشعارات الأدبية لأزمات سياسية وأمنية واقتصادية.