رحلت العصابة وبقي الحراك خالدا ؟ !
مرت سنة على اندلاع الحراك الشعبي المبارك الذي أطاح بالعصابة وبالقوى غير الدستورية والذي قال فيه يومها الشعب برمته لا للخامسة، تحت شعار “كليتو لبلاد يا السراقين”، شعار لخص 20 سنة من حكم بوتفليقة وحكم العصابة وفي البدء كانت مدينة “خراطة” ثم خنشلة، ثم انتشرت نار الغضب لتحرق أسس القوى غير الدستورية وتطيح بنظام المال الفاسد.
مرت سنة ولازال الحراك الشعبي يطالب بالمزيد، رغم سجن رموز العصابة والإطاحة بحكم الرئيس المخلوع وزبانيته، وللأمانة تحققت أغلب مطالب الحراك الشعبي وانتخب رئيس عانى ظلم العصابة ويريد اليوم أن يقضي على ممارسات العهد البائد ويؤسس لجزائر جديدة لا يظلم فيها أحد.
الحراك شعبي، عفوي ولا يحق لأحد أو جهة أن تتبنى هذا الحراك أو تتحدث باسمه أو تمارس الوصاية والأبوية عليه لأن كل الشعب الجزائري خرج إلى الشارع ليندد بحكم الرئيس المخلوع وحاشيته المكونة من رجالات المال الفاسد.
اليوم الشعب يريد خدمة الوطن ويريد القطيعة مع الماضي الأليم وآماله معلقة على حنكة الرئيس تبون في التغيير السلس ورغم محاولة بعض أتباع العهد البائد التموقع والرسكلة بخطابات رنانة تدغدغ مشاعر الشعب بها، لكن جزائر ما بعد الحراك تعرفهم وتعرف نواياهم وتعرف نفاقهم السياسي والشعب يعرف جيدا أن الجديد لا يبنى بالقديم خاصة إذا كان هذا القديم من طينة النفايات الغير قابلة للرسكلة.
والحراك السلمي ما كان ليستمر لولا مرافقة الجيش الوطني الشعبي، لذلك الجزائر تستحق منا الكثير أسوة بشهدائنا الأبرار الذين ضحوا بالنفس والنفيس من أجل استقلال الجزائر وحرية شعبها في إطار مبادئ أول نوفمبر.
لذلك لا أحد يحق له استغلال الحراك لأغراض إيديولوجية أو عرقية أو دينية أو سياسوية تخدم مصالح أعداء الوطن أو يستغله مطية لتحقيق مآرب شخصية، الحراك شعبي سلمي ويبقى كذلك ويبقى الوطن فوق الجميع.