طموحات “أوبك+” في تمديد خفض الإنتاج مرهونة بمستويات الامتثال
بعيدا عن منحيات أوضاع وباء كورونا والمظاهرات المناهضة للعنصرية، ينصب تركيز الأسواق العالمية على اجتماع أوبك وحلفائها، الذي ينعقد غدا السبت بقيادة روسيا، من أجل بحث تمديد تخفيضات قياسية لإنتاج النفط ودفع الأعضاء المتراخين مثل العراق ونيجيريا للامتثال على نحو أفضل للقيود القائمة، وذلك في محاولةٍ لدعم أسعار الخام التي انهارت بسبب أزمة فيروس كورونا.
ويتضمن جدول قمة “أوبك+” جملة من البنود، على رأسها قرار تمديد اتفاق التخفيض والمقدر ب 9,7 مليون برميل يوميا لمدة تتراوح من شهر الى ثلاث أشهر أو الانتقال إلى مرحلة ثانية من التخفيض المقدر ب 7,7 مليون برميل يوميا، بالإضافة إلى مناقشة إشكالية عدم التزام بعض الدول بحصصها في التخفيض، ما سيشغل حيزا إضافيا من المباحثات.
وبعد أن اتفقت كل من السعودية وروسيا على تمديد التخفيضات الأكبر حتى نهاية يوليو تموز، ثم دفعت الرياض لتمديدها حتى نهاية أغسطس آب. وفي هذا الإطار، طمأن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان الأسواق بتأكيده أن الأوضاع الحالية تضمن نجاحا مأمولا للاجتماعات.
وفي استجابة لهذه الطمأنات، عبّرت الأسواق عن ارتياحها تاركة العنان لأسعار خام القياس العالمي برنت التي ارتفعت بنحو 3%، ليُتداول عند أعلى مستوى في ثلاثة أشهر فوق 41 دولارا للبرميل. لكنها تظل ارتفاعات مؤقتة ومرهونة بمستوى الامتثال. فالدول التي أنتجت بما يفوق حصتها في مايو/أيار ويونيو/حزيران، يتعين عليها التعهد بالالتزام بالأهداف والموافقة على تعويض أي فائض في الإنتاج حدث في وقت سابق عبر خفض المزيد خلال يوليو/تموز وأغسطس/آب وسبتمبر/أيلول، وذلك وفق ما دعا إليه وزير الطاقة الإماراتي سهيل المزروعي في خطابه المُرسَل إلى “أوبك+”، معتبرا أنه من المخيب للآمال وغير المقبول أن يلتزم بعض المنتجين الكبار ممن لديهم قدرات مثل المملكة العربية السعوديةوروسيا بنسبة 100% أو أكثر بينما يلتزم منتجون كبار آخرون بأقل من 50٪.
وكان العراق من أوائل الدول الموافقة على التعهد الإضافي، بعد أن سجّل أحد أسوأ معدلات الامتثال في مايو/أيار من حيث مستوى إنتاج النفط، لأسباب فنية وتغييرات حكومية، فيما يُرجع البعض تعهد العراق بالإلتزام إلى ضغطٍ تمارسه الرياض على بغداد من أجل ضمان تحسين امتثاله الكامل للتخفيضات.
يذكر أن اللجنتين الفنية المشتركة والمراقبة الوزارية لـ “أوبك+” تقومان حاليا بمراجعة وضع السوق بهدف تقديم توصيات بشأن سياسة الإنتاج، خلال اجتماعات تُعقد يومي 17 و18 يونيو حزيران. وإلى ذلك الحين، يتوقّع الخبراء بقاء الأسواق في حالة ترقّب واضطراب بسبب تشكيك المستثمرين في امتثال بعض دول أوبك+ بتخفيضات الإنتاج المتفق عليها. كما أن الإعلان السابق بعض دول الأوبك مثل السعودية ودول خليجية أخرى عدم اعتزامها تمديد خفض طوعي إضافي في الإنتاج بمقدار 1,18 مليون برميل يوميا بعد يونيو/حزيران، رفع التكهنات بزيادة إمدادات الخام الشهر المقبل بغض النظر عما يمكن أن تقرره “أوبك+”، لا سيما مع الضغط على الأسعار جرّاء زيادة مخزونات نواتج التقطير وتراجع الطلب على الديزل إلى أدنى مستوياته في الولايات المتحدة الأمريكية.