رهانات الجولة الثانية من الانتخابات البلدية الفرنسية
تُجرى الأحد المقبل الجولة الثانية من الانتخابات البلدية الفرنسية، التي تم تأجيلها بسبب الأزمة الصحية لكورونا. الأنظار تتجه إلى نسبة المشاركة في هذه الانتخاب وتحالفات الأحزاب في المدن الكبرى مثل باريس، مرسيليا، ليون وبوردو حيث من المنتظر ان يكون حزب اليمين المحافظ من اكبر الخاسرين في هذا الانتخابات.
الجولة الثانية من الانتخابات البلدية الفرنسية كان من المفترض أن تنظم قبل 3 أشهر لكنها تأجلت بسبب الأزمة الصحية التي خلفها فيروس كورونا، الجولة الأولى التي أجريت في الخامس عشر من شهر اذار مارس شهدت نسبة كبيرة لعدد المتخلفين عن التصويت، وقد شارك نحو 54 % من الفرنسيين في الاقتراع، أي بأقل من 20 بالمئة عن انتخابات 2014 .
الخوف من عدوى فيروس كورونا ومن الحسابات السياسية للحكومة أوحى للفرنسيين بعدم جدوى المشاركة في الانتخاب، هذه العوامل قد تؤثر على الجولة الثانية حيث تنقل استطلاعات الرأي ان ثلاثة فرنسيين من بين عشرة لن ينتخبوا الأحد وان نسبة الامتناع عن التصويت قد تصل إلى 62 بالمائة.
في حسابات الأحزاب، اقل من 5000 آلاف بلدية ومدينة فرنسية كبيرة كباريس ، مرسيليا ، ليون ، بوردو هي معنية بجولات الإعادة وحزب اليمين المحافظ الذي اكتسح الانتخابات البلدية السابقة قبل 6 أعوام ، قد يكون أكبر الخاسرين .في الجولة الأولى اليمين حقق نتائج جيدة لكنه استنفذ كل مخزون الأصوات مع أحزاب وسط اليمين ما يعطي لأحزاب قوى اليسار المتحالفة مع أحزاب البيئة أسبقية للفوز ببعض المدن . حزب الرئيس إيمانويل ماكرون وحزب الأغلبية حاليا اثبت عدم تجذره في النسيج السياسي وفشل في عقد تحالفات قوية مع اليمين وستكون نتائجه مخيبة، بينما حزب التجمع الوطني الذي يمثل اليمين المتطرف فشل في الفوز بمدن جديدة ولم يقنع الفرنسين في المدن الصغيرة بمشروع أقصى اليمين.
على إثر نتائج الانتخابات البلدية سيتم إعادة رسم الخارطة السياسية الفرنسية وإعادة النظر في التوازنات السياسية استعدادا لانتخابات المناطق وانتخابات مجلس الأمة المقبلة، قبيل الموعد الهام والانتخابات الرئاسية الفرنسية سنة 2022 .