ما يجب أن يقال: تونس بين الفاعل والمفعول به؟!

بقلم #جمال_بن_علي
ما يحدث في تونس الشقيقة هو شأن داخلي لا يخص سوى التونسيين، لكن تونس الياسمين جارة عزيزة على الجزائر وما يحدث فيها يهمنا فإن لم ينفعنا يضرنا، هذا الزلزال بهزاته الارتدادية، لأنه بصراحة زلزال سياسي مركز هزته خارج تونس ، ما يحدث اليوم في تونس هو صراع وسباق بين دول اقليمية وأخرى، إلى ما تتصوره مصالحها وأمنها وتموقعها الجيوإستراتيجي، ما يحدث في تونس هو استراتيجية التعايش المستحيل بين رئيس البرلمان راشد الغنوشي الذي كان يتصرف كرئيس دولة وكل تصريحاته وقراراته تؤكد ذلك ، ورئيس الدولة قيس سعيد يتصرّف كملك وكل تصريحاته وقراراته تؤكد هو كذلك على هذا ، لكن في الحقيقة ما يحدث في تونس هو مخطط يتجاوز تونس الحبيبة ، و هو صراع الكبار في وادي الذئاب .
يحدث هذا بعد دخول إسرائيل كدولة مراقبة في الإتحاد الإفريقي ويحدث هذا لينسينا ولو إلى حين فضيحة “بيغاسوس” وخلفياتها وأبعادها الدولية، يحدث هذا والملف الليبي بدأت بوادر حلحلته تتضح يوما بعد يوم ، ولذلك قوى الخراب والدمار حوّلت بوصلتها السياسية نحو تونس وهذا لعدة إعتبارات أولها الإنتقام من ثورة الياسمين وتقليم أظافر إخوان تونس أو ما بقي منهم، ثانيالخدمة مصالح الإمارات ولوبيات خليفة حفتر لإستثمار مليارات نفط ليبيا المسروق في تونس ما بعد النهضة ، وثالثا إعطاء حصة الأسد للشركات الفرنسية في تونس، ورابعا التطبيع مع إسرائيل بقيس سعيد أو بدونه ، سيحدث لتونس ما حدث للسودان الجريح، إنعاش إقتصادي واستثمارات بالملايير مقابل إتفاقيات أبراهم ، والخاتمة تقويض دور الجزائر العائدة بقوة إلى دورها الإقليمي، بقوة جيشها وحراك دبلوماسيتها ، فما يحدث هي حروب إستنزاف غير معلنة وتحطيم أدوار دول لصالح أخرى فقادم الأيام ستبرز لنا من هو الفاعل ومن هو المفعول به في تونس الخضراء ، فمن يجاور سعيد لا يسعد دائما.



