ما يجب أن يقال: المخاض الكبير والدولة العميقة
ما يحدث في البلاد من مكافحة للفساد أمر جيد وسيعود على الوطن بخير سواء كان سياسة دولة أو صراع زمر وأجنحة، المهم أن الرؤوس الكبيرة بدأت تسقط وستسقط معها الكثير من الحيتان الكبيرة، التي طغت في البلاد وأكثرت فيها الفساد وأنشأت دولة داخل دولة.
الشعب “فرح جزائريا” لهذه الحرب على الفساد فسيف العدالة حاد لقطع رؤوس الفساد مهما كانت قوة المفسدين وزبانيتهم وحاشيتهم ومن يدور في فلكهم..، فلكل فاسد يوم مهما كان منصبه هو وأبناءه وأشقاءه ومن يتملق ويتودد لهم من بعيد أو من قريب، فالعدالة أقوى منهم والقانون فوق الجميع والدولة العميقة لهم بالمرصاد ولو بعد حين لأن الدولة العميقة، التي حافظت على البلاد بعد الاستقلال من الخونة والعملاء لا تسمح اليوم للمال الفاسد بأن يتحكم في مؤسسات الدولة ويصنع قرارها السياسي فمهما توغل المال الفاسد فلا يستطيع أن يقرر في مكان الشعب ولا يستطيع أن يعبث بمصير البلاد لأن الدولة العميقة فيها الشرفاء والوطنيين، الذين ليست لهم صداقات مع أصحاب المال الفاسد ولا يسمعون للوشاة وأصحاب الدسائس والمتآمرين الذين رقصوا مع كل مسؤول فاسد وصاحبوا كل رجل أعمال فاسد ويتلونون كالحرباء وينقلبون مع سقوط عرابهم وشعارهم مات الملك عاش الملك.. هؤلاء يشترون بدنانير معدودة ولا يفقهون شيئا في السياسة فهم الطابور الخامس لهؤلاء المفسدين، لكن الدولة العميقة لا تعترف بهؤلاء “الخزعبلات” ولا تعتمد على وزراء في عصمة رجال المال الفاسد.
فمعركة محاربة الفساد ستستمر مادام في البلاد شرفاء يضعون الجزائر فوق كل اعتبار، فهذا المخاض الكبير سيطهر البلاد آجلا أم عاجلا من بارونات المخدرات الذين تحكموا في كل شيء ، في السياسة، في العقار، في الثقافة، في الإعلام وفي أشخاص محسوبين على مؤسسات مهمة في البلاد وفي الأندية الرياضية تغلغلوا في كل شيء لكن الدولة العميقة التي أبقت الجزائر واقفة لمدة 56 سنة رغم المؤامرات الداخلية والخارجية لا تسمح بأن يصنع مستقبل الجزائر رجال المال الفاسد والأثرياء الجدد أصحاب الثروات المشبوهة.
الجزائر أمانة الشهداء، الذين حرروا البلاد من استعمار عمره 132 سنة لا يمكن أن تقع بين أيدي الاستعمار الجديد الذي يقوده أصحاب المال الفاسد وحاشيتهم باسم خدمة الاقتصاد الوطني وتارة باسم حماية البلاد وتارة باسم خدمة الرياضة وتارة باسم دعم حرية التعبير والصحافة..تعددت المجالات والمال الفاسد واحد.