الـجـزائـر .. وحـمـلات الـتـضليل

تتعرض الجزائر لحملات إعلامية رقمية وتقليدية تشنّها ميليشيات من الأقلام المأجورة والمرتزقة وأبواق العمالة والخيانة ، ميليشيات قدرها وزير الاتصال الدكتور محمد مزيان بـأكثر من 9000 صحفي ، ولكن الحقيقة التي يعلمها الجميع أن العدد أكثر بكثير ، ففرنسا العدو التاريخي للجزائر وجار السوء المخزن وأبواقه ، والصهاينة وكلابهم ، ضف إلى ذلك بعض عربان الخليج ، كلهم يكيدون كيدا للجزائر الوطنية وهذا بسبب حروب المصالح وصراع النفوذ وحروب الوكالة ، كلها أسباب وخلفيات جعلت الجزائر في حقل الرمي تتعرض لقصف ممنهج بحملات إعلامية تضليلية وتشويهية هدفها زرع البلبلة وزعزعة استقرار وطن المليون ونصف المليون شهيد ، وهذا خدمة لأجندات معروفة في عالم لا يعترف إلا بالقوة ، وقوى عظمى عاد بها الحنين إلى ماضيها الاستعماري الدموي وهذا في ظل أزمات إقتصادية عالمية خانقة .
فالجزائر بخيراتها وجغرافيتها ومناخها لا زالت محل أطماع مستعمر الأمس وبعض القوى التي تريد فرض نظام عالمي أحادي تتحكم فيه الشركات المتعددة الجنسيات وتجار السلاح ، نظام لا يعترف لا بالقيم الإنسانية ولا بالأخلاق ولا بالحدود ، نظام مافيوي يتزعمه قطاع الطرق ، ينظرون إلى العالم العربي نظرة الذئب إلى قطيع الخرفان ، فالأموال والخيرات الطبيعية التي يتمتع بها العالم العربي ، بعض القوى العظمى تظن أن لها حق فيها ، وما يحدث اليوم في غزة وما حدث من قبل في بعض الدول العربية من فوضى وخراب لا زالت نتائجه قائمة إلى يومنا هذا ، فالجزائر القوية بجيشها الوطني الشعبي سليل جيش التحرير الوطني الذي لقن فرنسا درسا لن تنساه في الكفاح والتضحية ، هذه الجزائر التي تتعرض اليوم لحملات إعلامية قذرة بفضل مواقفها مما يحدث في غزة ومواقفها كذلك الحيادية من عدة قضايا مصيرية ، والتي أصبحت اليوم في عهد الرئيس عبد المجيد تبون تزعج صغار وكبار العالم بدبلوماسيتها البراغماتية ذات المبادئ والمواقف التاريخية للجزائر ، وما الندية الدبلوماسية في التعامل مع فرنسا والتي لم يتعوّد عليها Quai d’orsay و الإيليزي ، وهذا ما أقلق اليمين المتطرف الفرنسي فحرك آلته الإعلامية والسياسية في محاولة يائسة للنيل من الجزائر التي عادت إلى عصرها الدبلوماسي الذهبي وهذا بفضل رؤية وحنكة رئيس إسمه عبد المجيد تبون ، ولذلك فميليشيات أحفاد شارع Pigalle و أبناء المخزن والصهاينة الأنذال، فنباح كلابهم المسعورة لا يوقف قفيلة الجزائر الجديدة من الوصول إلى برّ الأمان ، فالوقاحة الدبلوماسية الفرنسية ظهرت للعلن ورائحتها النتنة أصبحت تزكم الأنوف وسياسة ليّ الذراع لا تنفع مع الجزائر ، فهذه الحملات التي حذر منها وزير الاتصال هي حقيقة مرة ، فالدكتور مزيان تعيينه على رأس وزارة الاتصال حرّك خفافيش فرنسا وأذنابها ، كيف لا وهو الأكاديمي العارف بمنهجية وإستراتيجية الإعلام ، والعارف كذلك بمنعرجات السياسة ودروب الدبلوماسية ، فما خطابه في المدرسة العليا للصحافة إلا جرس إنذار ورسائل مشفرة فهمتها فرنسا قبل أذنابها ولذلك حركت أبواقها المأجورة وغير المأجورة لتشنّ حملات تُستعمل فيها كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة في محاولة يائسة للتأثير على الرأي العام الجزائري بأخبار زائفة ومضلّلة ، لكن هيهات ، فجزائر اليوم لا تنساق وراء السراب ولا تسمع لأصوات العمالة والخيانة ، فالجزائر وطن نحافظ عليه لأنه أمانة الشهداء . وتحيا الجزائر ولا نامت أعين الجبناء .