
أكد وزير الدولة, وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج والشؤون الإفريقية, السيد أحمد عطاف, اليوم الثلاثاء, أن الآلية الثلاثية التي احتضنتها الجزائر حول ليبيا مؤخرا، عملت من أجل ايجاد حل سياسي للأزمة في هذا البلد شارك فيه جميع الفرقاء.
وخلال ندوة صحفية نشطها بمقر الوزارة, أشار وزير الدولة ان الدول الثلاث عملت بالتنسيق و اصبحت تتكلم بصوت واحد من اجل مد جسور “التواصل مع الفرقاء في ليبيا, للنظر معا وبدقة في ما يمكن أن تلعبه دول الجوار من دور للإسهام في الخروج من الأزمة الليبية”.
كما عملت الثلاثية على التعاطي مع مختلف الاطراف “من أجل الدخول في مسعى سياسي يمكن أن يسهم في إيجاد حل سياسي للأزمة”.
و تعقيبا على رسالة التهنئة التي بعث بها رئيس دولة النيجر عبد الرحمن تياني, الى رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون , في الذكرى ال71 لاندلاع ثورة أول نوفمبر والتي أكد فيها “استعداده للعمل على تقوية التشاور والتعاون وعلاقات
الصداقة والأخوة القائمة بين البلدين”, قال السيد عطاف بأن “الرسالة كانت لافتة من حيث مضمونها حيث أنها لم تكن رسالة بروتوكولية روتينية, وكانت لهجتها تنم عن إرادة في تحسين العلاقات بين البلدين, وهي قراءتنا لهذه الرسالة”.
وفي السياق, أوضح أنه “لا توجد بيننا وبين النيجر أي مشاكل, بالعكس الذي حصل هو أن النيجر وبوركينافاسو تضامنا مع مالي لما انسحب من اتفاق الجزائر ودخل في صراع لفظي مع الجزائر, وهما من بادرا إلى إدخال العلاقات الثنائية في حلقة من التدهور بسحب سفيريهما”, معربا عن استعداد الجزائر “لإعادة العلاقات إلى المستويات التي كانت تعرفها في الماضي, وليس لدينا مع هذين البلدين الشقيقين أي مشكلة”.
وبخصوص الضغوطات الممارسة لتغيير مسار أنبوب الغاز العابر للصحراء الذي أطلقته الجزائر, والذي يهدف إلى نقل الغاز الطبيعي من نيجيريا إلى أوروبا عبر النيجر والجزائر, أبرز السيد عطاف أن “المشروع حقق تقدما في شقيه الجزائري
والنيجيري, حيث تم استكمال جزء كبير من خط الأنابيب في كلا البلدين, ولم يتبق سوى الشطر الخاص بالنيجر”, مذكرا بأن هناك “دراسات تم القيام بها وهي موجودة وتتعلق بتكلفة الأنبوب ومدة انجازه” ما يؤكد أنه أمثل مسار لنقل الغاز الطبيعي نحو أوروبا.
من جهة أخرى, وحول إمكانية بعث مسار سياسي في السودان, قال الوزير إن دور الاطراف الخارجية أصبح حاجزا لأي تعاطي سياسي مع الأزمة في السودان, “ونحن بحكم وجودنا في مجلس الأمن, نعلم أن أي مسعى لانعاش مسار سياسي خاص بالسودان لا يمكن أن ينجح في ظل الاوضاع المعقدة”.
وفي رده على سؤال حول ما اعتبر مؤشرات عن عودة الدفء إلى العلاقات الجزائرية-الفرنسية, أكد السيد عطاف أن إعادة الاتصالات بين الطرفين سبقت القرار الذي اتخذه رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون , في إشارة إلى تفاعله الايجابي مع طلب الرئيس الألماني المتعلق بإقرار عفو لفائدة بوعلام صنصال, داعيا الى عدم اعطاء هذا الشخص “أكثر مما يستحق, فالعلاقات الجزائرية الفرنسية أكبر منه, ولا يمكن التأثير عليها من طرف أوساط معروفة في فرنسا, جعلت منه حاملا لراية الكراهية وتصفية حساباتها مع الجزائر”.



