ما يجب أن يقال: الهجرة السرية بين الخطاب السياسي والتعاطي الإعلامي؟

من الأسباب الفعلية التي تقف وراء تنامي ظاهرة الهجرة السرية هي : الخطاب السياسي لأحزاب الموالاة والمعارضة على حد سواء، فالخطاب الشعبوي الذي ظل يسوقه جمال ولد عباس وأحزاب بقايا الإسلاميين وأحزاب بقايا اللائكيين فعل فعلته و هو سبب تيئيس هذا الشعب برمته في فقدانه الأمل في مستقبله وهذا بإعطائه صورة سوداوية لغد غامض مضلم مبني للمجهول. وكذلك التغطية الرديئة لبعض وسائل الإعلام للراهن الوطني ومعالجة المشاكل الاجتماعية بالشعودة والشعبوية وبإستخفاف مهني بتضخيم الأمور التافهة وتتفيه الأمور الجدية وكل هذا بنظرة سلبية وكذلك لا يجب أن ننسى الدور الرئيسي الذي لعبه بارونات الفساد في السلطة وحاشيتهم في بعض الوزارات من نهب منظم للمال العام بمشاركة نواب الشكارة أصحاب صفقات التراضي الذين خربوا هذا المجتمع وتركوه تائها بين الإشاعات المغرضة والحقائق المؤكدة فلم يبقى أمامه سوى الإبحار نحو الفردوس الموعود أو الانتحار بنار الحقرة والتهميش والتيئيس.
فالحل يكمن في معالجة فعلية لهذه الظاهرة التي انتشرت بطريقة مخيفة وللقضاء على أسبابها يتطلب منا سنوات وسنوات وربما التضحية بجيل كامل حتى تعيش الأجيال القادمة في وئام وتفاؤل بفكر إيجابي في حياة وردية مستقبلية بعيدة عن السوداوية الحالية. لأننا نعيش في مجتمع مفلس أخلاقيا وثقافيا واقتصاديا “لأن الأمم الأخلاق ما بقيت ان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا” فلا يجب أن نلعن الحاضر حتى لا يلعننا المستقبل ويشتمنا التاريخ.



