مشاهد: الو.م.أ … أو العنصرية بالوراثة ؟ !

يقول الروائي الأمريكي “نورمان مايلر” في كتابه “زمن زماننا” والذي ترجم إلى الفرنسية :” إن انهيار القيم الأمريكية بدأ على أيام رونالد ريغان، رئيس جاء من هوليوود فانتصر في عهده الخبث والكذب وهما مستمران”
كان يحارب عدوا وهميا في حربه على الشيوعية واستمرار الحرب الباردة كان ضربا من العبث لم يكن للشيوعية حظ لها في الانتصار.
ويبدو أن الأمريكيين كانوا بحاجة إلى قصص لأن ليس لديهم تاريخ وقد روى ريغان للأمريكيين ما يفيد أنهم مملكة الفضيلة التي تصارع مملكة الشر وكان العدو من بناء خياله الكامل.
ونفس الشيء يحدث اليوم مع دونالد ترمب في دروبه الدونكيشوتية مع الآخر باسم الحرية بينما لازال الأفروأمريكيين يعانون التفرقة والتمييز العنصري إلى يومنا هذا في بلاد رمزها وشعارها تمثال الحرية الذي لازال شامخا في مدينة نيويورك وشاهدا على انتهاك الحريات باسم الحرية.
فمن مارتن لوتركينغ إلى جورج فلويد وبينهما شلال من الضحايا باسم العنصرية، فإلى متى يبقى لون البشرة هو الفاصل والفيصل في صراع الهوية والحلم الأمريكي فلا نجاحات “جيسي أونس” الأولمبية ولا لكمات محمد علي الفنية ولا نقاط وقفزات مايكل جوردان في كرة السلة ولا أغاني مايكل جاكسون وجيمي هندريكس ولا الحنجرة الذهبية لويتني هوستن ولا حتى وصول باراك أوباما إلى البيت الأبيض كأول رئيس أمريكي من أصول إفريقية شفعت للأفروأمريكيين أو حاولت المساواة بين أبناء شعب متعدد الأعراف والجنسيات.
ورغم هذا يبقى الحلم الأمريكي يستهوي شعوب العالم بحثا عن موضع قدم من أجل مستقبل مشرق متعدد الألوان في دولة لازال اللون الأسود عقدتها الأبدية جسدتها عنصرية البيض وقيم في الحضيض.