ما يجب أن يقال: الإرهاب والحسابات الجيوسياسية ؟ !

بعد سقوط الشيوعية وزوال الثنائية القطبية، أصبح الإسلام السياسي أو التطرف الديني أو الإرهاب الإسلاموي هو العدو المفترض وفي بعض الأحيان الحقيقي للغرب، فتعددت المصطلحات وتنوعت العمليات والجريمة واحدة، ترهيب الآمنين وقتل الأبرياء وإحداث الخراب والدمار.
منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001، أصبحت الحرب العالمية على الإرهاب واجب مقدس وبموجب هذه الحرب استبيحت الحدود ودمرت الأوطان، لكن التاريخ يسجل كل شيء والكل يعرف من كان الراعي الرسمي للعرب الأفغان بحجة محاربة التوسع الشيوعي في أفغانستان؟ !
ووضعت دول على قوائم سميت “راعية للإرهاب” واليوم ما تشهده من تنامي رهيب للأعمال الإرهابية في أوروبا من طرف عصابات الإجرام لا قناعات دينية ولا سياسية لديهم سوى تنفيذ أجندات خفية تخدم جهات وقوى إقليمية ودولية لأغراض جيوسياسية لتستفيد من نتائج عملياتها الإرهابية الدموية جهات لها مصالح اقتصادية وجيوستراتيجية متوسطة وبعيدة المدى.
ولأن الإرهاب جماعات مرتزقة وبيادق تدمر دول وتخربها تحت عدة مسميات، تقتل وتخرب باسم الدين وباسم العرق رغم أن الأديان السماوية تحرم القتل وتحرم التخريب لذلك وجب علينا جميعا شعوبا ودولا التصدي للإرهاب الأعمى وغيره والتنديد به وبجرائمه حتى لا يتكرر ما حدث في الجزائر وفي نيويورك وفي باريس ونيس وتولوز وفيينا المسالمة الجميلة.
مكافحة الإرهاب ليست مسؤولية أمنية وإنما هي مسؤولية إعلامية بالدرجة الأولى ومسؤولية اجتماعية وسياسية، الكل في ميدانه، نحن نندد بالقلم وبالأفكار حتى تنقرض هذه الآفة من عالمنا ونتعايش في سلام وأمان من أجل عالم أفضل وحتى لا تستفيد قوى الشر والظلام من الإرهاب ونتائجه لأغراض جيوسياسية وجيوستراتيجية وهذا من أجل حسابات انتخابية على ظهر الأبرياء ببيادق ومرتزقة يعملون لمن يدفع.
فكم من دول وفرق التغطية والملاذ الآمن للجماعات الإرهابية، بريطانيا في التسعينات كانت ملاذا آمنا للجماعات المتطرفة وكانت الأموال تجمع علنا وفي الساحات العمومية للإرهابيين في الجزائر وكذلك الجارة اللذوذة المغرب كانت قاعدة خلفية لأمراء الإرهاب في الجزائر ومعبرا لتهريب الأسلحة لقتل الأبرياء.
واليوم ما يحدث في أوروبا لا يختلف عن ما حدث في عدة دول عانت من ويلات الإرهاب الهمجي.
أحيانا عند بعض القوى، الحياة لا تساوي شيء أمام المصالح والمنافع الجيوسياسية وما دامت الجريمة المنظمة في تحالف مع الجماعات الإرهابية فاليقظة مطلوبة.



