ما يجب أن يقال: أوروبا والامبراطوريات القديمة .. التاريخ في مواجهة الجغرافيا؟!

بقلم #جمال_بن_علي
جائحة كورونا و تبعات سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ألقت بظلالها على السياسة الأوروبية وجعلت بعض الدول المصنفة في خانة محور الشر ، أو المعزولة سياسيا مثل المملكة المتحدة بعد BREXIT وهذا بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي بدأت تحن الى زمن الامبراطورية البريطانية ، الإمبراطورية التي لا تغرب عنها الشمس وبالرغم ان سياستها لازالت قوية فيما يتعلق بالحلف الاطلسي والعلاقة مع اوروبا لازالت قوية حتى بعد BREXIT . و الدولة الاخرى التي بدأت تحن الى الامبراطورية الروسية هي روسيا بقيادة فلاديمير بوتين الحالم بروسيا القيصرية والامبراطورية الروسية التي تواجدت منذ 1721 حتى 1914 سقطت بعد الثورة البلشافية ، فروسيا اليوم بترسانتها النووية وقوتها العسكرية تخيف اوروبا ولذلك أبعدت عنوة من اي تحالف إقليمي تارة بسبب قضية “القرم” وتارة اخرى بسبب قضايا حقوق الانسان، فروسيا اليوم بدأت تخترق النفوذ الاوروبي بإفريقيا وبدأت في تقارب مريب مع تركيا وأصبحت تقلق أمن أوروبا. والدولة الاخيرة الذي يرفض الاتحاد الاوروبي قبول انضمامها للاتحاد هي تركيا بقيادة الطيب أردوغان الحالم بعودة الامبراطورية العثمانية والتوسع الجيوسياسي والثقافي انطلاقا من منطقة البلقان والاطراف الغربية لآسيا الوسطى الى شرق البحر الابيض المتوسط وصولا الى سواحل ليبيا وحتى إلى دول الخليج .
هذا مما يوحي ان التاريخ اصبح في مواجهة الجغرافيا ، مما أقلق اوروبا الموحدة والتي اصبحت اليوم تعيش وضعا اقتصاديا مقلقا بسبب الكساد الاقتصادي الذي سببته جائحة كورونا ومما يزيد من تأزيم العلاقة بين الاتحاد الاوروبي وتركيا هو انحياز الاتحاد الى جانب اليونان في ازمته مع تركيا ، فهل ستصمد اوروبا أمام تحرش الامبراطوريات القديمة بمصالح الاتحاد الاوروبي اقتصاديا وتهديد امنه بتشنجات وازمات سياسية تدخل في خانة المساومة الجيواستراتيجية والجيوسياسية بالتدخل الروسي التركي في حرب أذربيجان ارمينيا وفي الازمة الليبية وفي التمدد في افريقيا .
بقلم #جمال_بن_علي



