ما يجب أن يقال: النمسا وفلسطين مواقف لها تاريخ؟ !

بقلم #جمال_بن_علي
النمسا جنة الله في أرضه هذه الدولة المحايدة والمسالمة أصبحت مؤخرا حديث البعض بسبب رفع العلم الإسرائيلي فوق بعض المؤسسات الرسمية كنوع من التضامن الدبلوماسي بعد الاعتداءات الإسرائيلية على الأقصى وتهجير العائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح والرد الفلسطيني القوي من طرف حركة حماس بالصواريخ على تل أبيب ، للتذكير هذا التصرف النمساوي لا يعبر عن الموقف الشعبي النمساوي أو موقف كل الدولة النمساوية وحتى نصحح المفاهيم فان النمسا وعن طريق وزيرة خارجيتها السابقة “كارين كنايسل” تدخلت خلال خطابها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة باللغة العربية وطالبت بدعم القضية الفلسطينية وبحل الدولتين وبرفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني في وقت كان الحكام العرب والمسلمين صم بكم أمام ما يعيشه الشعب الفلسطيني .وهذا الموقف النمساوي يضاف إلى تاريخ من المواقف العادلة والشجاعة في الدفاع عن حق الشعب الفلسطيني ضف إلى ذلك وجود وزيرة للعدل من أصول بوسنية وغير مولودة في النمسا رغم الحملة العدائية التي تعرضت لها في الفضاء الاليكتروني خاصة من طرف “حزب الهوية” اليميني المتطرف فالوزيرة “المي راديتش” تعرضت لضغوطات كبيرة وحتى من حزب “الحرية” المتطرف اليميني الذي كان شريكا في الحكومة السابقة إلا أن حكمة وحنكة المستشار النمساوي “سيبستيان كورتز” كانت أقوى من حملات الكراهية .
وهذا دليل على أن النمسا دولة وشعبا ليست عنصرية ولا عدائية وإنما دولة تحب الخير للجميع ولا تعادي أحدا ولا ننسى أن في الماضي القريب تعرضت النمسا إلى سلسلة اعتداءات إرهابية نفذها قتلة باسم الدين ،ولذلك أصبحت النمسا تتصرف بحزم ضد كل اعتداء إرهابي ضد المدنيين العزل فهي دولة لا تعادي الإسلام ولا تعادي العرب ولا تعادي فلسطين فهي دولة سيدة في قراراتها وحرة في مواقفها ولا يحق لأي كان محاسبتها ، لكن إحقاقا للحق النمسا ليست ضد فلسطين ولا تؤيد الاعتداءات ضد المسجد الأقصى ولا ضد قتل الأطفال والنساء ولا مع تهجير السكان من حي الشيخ جراح وحتى لا يفهم خطأ قرار رفع العلم الإسرائيلي نركز على مواقف نمساوية لها تاريخ في الدفاع عن القضية الفلسطينية وفي الدفاع عن حق الشعوب وعن حقوق الإنسان وستبقى النمسا كبيرة بتاريخها الحافل بالتسامح والمحاباة وستبقى “فيينا”عاصمة للأنس والتآخي بين الشعوب وضد التطرف والكراهية .
بقلم #جمال_بن_علي



