ما يجب أن يقال: إيطاليا والنفاق الأوروبي

لازالت سواحل إيطاليا تتعرض للغزو من طرف المهاجرين السريين، فإيطاليا بقيت لسنوات تكافح الهجرة السرية لوحدها أمام الصمت الأوروبي والنفاق السياسي الذي يمارسه قادة أوروبا تارة يحاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يعطي دروسا في الإنسانية لإيطاليا أمام انتهاك صارخ لحقوق الإنسان في فرنسا، خاصة أمام غلق الحدود وعدم منح التأشيرات للنخب وحتى ألمانيا التي تدعي أنها ترحب بالأجانب هاهي تضغط على اليونان لإعادة المهاجرين إليها..
فإيطاليا رغم الأزمة الاقتصادية بقيت تصارع لوحدها هذه الهجرة الهائلة نحو أراضيها وبقيت تعامل الأجانب بإنسانية عالية تعكس مدى عظمة هذا الشعب الطيب المسالم، إيطاليا التي عَلّمَت العالم الموضة والأناقة والشياكة، ها هي تُعلِّمه الإنسانية في ملف شائك ومعقد ويهدد حتى أمنها القومي.
التعامل الإيطالي مع هذا الملف يدل على قوة مؤسساتها وقوة عدالتها وشهدنا كيف تعاملت مع ضحايا “جسر جنوة” وكيف أجبرت العدالة الشركة التي تسير الجسر على دفع تعويضات للضحايا وكيف أثبتت للعالم التماسك الاجتماعي الإيطالي الذي لازال يعتبر التضامن هو الأساس، فتحية تقدير لإيطاليا حكومة وشعبا وتعازينا لأسر الضحايا وعاشت إيطاليا قوية بتاريخها وشعبها رغم أن الاتحاد الأوروبي أثبت أنه ليس قوة وإنما فضاء سياسي لا أكثر.



