ما يجب أن يقال: الذاكرة الوطنية والمصالح الشخصية

كثرت الجمعيات التي تتغنى بالدفاع عن الذاكرة الوطنية وبالدفاع عن الرموز الثورية، لكن في الواقع هي تدافع عن المصالح الشخصية لأصحابها لا غير وخير دليل على ما نقول ما تعرض له مؤخرا زعيما الثورة التحريرية والوطن بوصوف عبد الحفيظ وهواري بومدين، من إهانات وتزييف للحقائق التاريخية وتشويه لماضيهم الثوري من طرف طبيب الأمراض العقلية المدعو سعيد سعدي في ندوة نُظمت بمكتبة البلدية ببوجمعة، بتيزي وزو، والغريب في الأمر لا أحد من الشخصيات التي تعودت على تدريسِنا تاريخَنا المجيد في كل مناسبة وطنية تدخلت وردت على هذا الشخص أو دافعت عن الذاكرة الوطنية ودافعت عن رموز ثورتنا الشرفاء العظماء..
لا “دحو ولد قابلية” الذي أسس جمعية قدماء “المالغ” تدخل ودافع عن مؤسس “المالغ” وعضو مجموعة 22 وأب المخابرات الجزائرية بوصوف المدعو سي مبروك؟؟ ولا جمعية يوسف الخطيب ولا جمعية علي هارون ولا حتى جمعية مشعل الشهيد، هذا فيما يتعلق بالجمعيات، أما عن منظمة المجاهدين لـ”سعيد عبادو” فكأن الأمر لا يعنيها وكأن بومدين وبوصوف ليسا من المجاهدين.. !
وحتى وزيرنا الهمام للمجاهدين الذي يتجرأ على تهديد فرنسا التي يقيم فيها سلفه في “غرونوبل” ولا يتجرأ للرد على طبيب الأمراض العقلية، يدافع عن مدفع بابا مرزوق ولا يدافع عن هواري بومدين الذي رد الاعتبار لأبناء الشهداء وأراملهم وشيد لنا وطنا أصبح فيه ابن الشهيد وزيرا للمجاهدين يدافع على من حافظ على الثورة من الخونة والعملاء وشيّد دولة كان شعارها “الدولة لا تزول بزوال الرجال”
فشتان بين الذاكرة الوطنية التي تحملونها وتؤمنون بها شعارا وعن المصالح الشخصية التي تدافعون عنها جهارا نهارا.
رحم الله بوصوف ورحم الله زعيم الأمة بومدين ورحم الله الوطن من الأعداء بالداخل والخارج، فالذاكرة يحفظها ويحافظ عليها الشعب الجزائري بعيدا عن السجلات التجارية وأدبيات المناسبات الرسمية و”ما يهزك ريح يا جبل”.



