المخزن والنصر المزعوم في بلاط تجار السموم

بقلم: جــمــال بــن عـــلــي
يبدو أن نظام المخزن المغربي يعيش على صناعة الأوهام أكثر مما يعيش على الحقائق. فهو نظامٌ يتقن فنّ التسويق لانتصاراتٍ وهمية، ويغلف إخفاقاته بشعاراتٍ جوفاء عن “النصر الدبلوماسي” و”القيادة الإقليمية”، في حين أن الواقع لا يشي إلا بنظامٍ مترنّح، يتكئ على دعمٍ خفيّ من شبكاتٍ ماليةٍ وإعلاميةٍ مرتبطة بتجارة السموم والممنوعات، التي باتت شرياناً اقتصادياً وسياسياً في جسد الدولة العميقة.
فالمخزن الذي يرفع راية “الانتصار”، يعلم جيداً أن معظم ما يُقدَّم له من دعمٍ خارجي إنما يأتي من لوبياتٍ مشبوهةٍ تحركها مصالح المال الأسود. هذه اللوبيات، التي راكمت ثرواتٍ هائلة من تجارة الحشيش وغسيل الأموال، أصبحت الممول غير الرسمي للدبلوماسية المخزنية في الخارج، تشتري الذمم وتروّج الأكاذيب في بلاط تجار السموم، لتمنح النظام جرعة حياةٍ سياسيةٍ مصطنعة في عواصم القرار.
وفي كل مرة يحاول فيها المخزن إقناع الداخل والخارج بـ”نصرٍ جديد”، تكشف الوقائع أن الأمر لا يتعدى تغطية على إخفاقٍ داخلي أو أزمةٍ اقتصادية خانقة أو انتفاضةٍ اجتماعيةٍ محتملة. فالنصر المزعوم لا يُقاس بعدد البيانات أو الصور التذكارية، بل بمقدار الكرامة والعدالة التي يشعر بها المواطن في وطنه، وهي القيم الغائبة في مغربٍ يرزح تحت قبضة الاستبداد والفساد الممنهج.
إن ارتباط بعض أذرع النظام بشبكات المخدرات العابرة للحدود، جعل من المخزن نموذجاً لدولةٍ هجينة، تخلط بين المال السياسي والمال القذر، وتُسخّر الإعلام والكيان الصهيوني لتزيين وجهٍ غارقٍ في التناقضات. أما ما يُروَّج له من “انتصارات دبلوماسية”، فليست سوى صفقاتٍ مشبوهة تُدار في غرفٍ مغلقة، بعيداً عن منطق الشرعية والحق، وبعيداً عن صوت الشعوب التي تؤمن بأن الحرية لا تُشترى، وأن تقرير المصير ليس سلعةً في سوق النفوذ.
لقد آن الأوان ليفهم الرأي العام الإقليمي والدولي أن “النصر المخزني” ليس إلا وهماً متقناً الصنع، تقف خلفه شبكات مصالح و دول لا تؤمن بالقيم ولا بالمبادئ، بل فقط بسطوة المال ونفوذ السموم. أما النصر الحقيقي، فهو نصر الوعي، ونصر الشعوب التي ترفض أن تكون جزءاً من لعبة التزييف الكبرى التي يُتقنها البلاط، وتغذيها أباطرة السموم في الظل.فالشعب الصحراوي شعب يريد تقرير مصيره بيده و تحقيق إستقلاله بعيدا عن إملاءات و نوايا القوى الكبرى التي تبحث عن مصالحها فقط. و لها حنين لزمن الإمبراطوريات الإستعمارية



