ما يجب أن يقال: النمسا … سلوك فردي وقيم جماعية ؟ !
النمسا دولة محورية ومهمة في الاتحاد الأوروبي، دولة تتمتع بهدوء سياسي ورقي اجتماعي حضاري ورخاء اقتصادي، يميزها عن باقي الدول.
كل هذا بفضل السياسة الرشيدة التي تعتمدها الحكومة النمساوية بقيادة المستشار الفدرالي أيقونة الشباب النمساوي “سيبستيان كورز” الذي جعل من النمسا نموذج للدول الفاعلة بدبلوماسية راقية براغماتية تشجع السلام والإخاء والصداقة بين مختلف الدول وتدافع عن المبادئ الإنسانية.
خطأ زعيم حزب أقصى اليمين “هاينز كريستيان شتراخة” مع ابنت أحد أعضاء الأوليغارشيا الروسية والتي اعتبرها البعض “فضيحة” لأغراض سياسوية وحسابات دولية خدمة لروسيا أو جماعات تسبح في فلك “الكريملين” مثلما يقول بعض المحللين الدبلوماسيين المختصين في الشأن الروسي، لكن استقالة نائب المستشار الفيدرالي بعد هذه الحادثة تدل على القيم السياسية التي تؤمن بها دولة النمسا، فلو كان هذا في دولة ما لانتظر نتائج القضاء وما شابهها؟
ومع دعوة الرئيس النمساوي “ألكسندر فان دير بيلين” إلى انتخابات برلمانية في شهر سبتمبر المقبل بهدف إعادة الثقة بين الحكومة والنمساويين، ولذلك يجب أخذ القضية من جانب إيجابي يبرز الممارسة السياسية الحضارية لدولة النمسا.
كذلك استقالة وزراء حزب اليمين فهي تتمة للعمل السياسي الذي يضع مصالح النمسا فوق كل الحسابات الحزبية.
وفي الأخير نقول لا تؤثر هذه الهفوة السياسية أو الأخلاقية التي تدخل في خانة الفعل المعزول وليست سياسة دولة أو حكومة، وهذه الواقعة ستعطي مناعة قوية للحكومة النمساوية ولا تؤثر عليها بل بالعكس يجب التركيز على القيم السياسية لدولة ليست ككل الدول.
النمسا سيكون لها شأن كبير في السياسة الأوروبية وبالتالي السياسة العالمية بفضل سياسة الحكومة النمساوية الرشيدة لأن الانسانية تعني السياسة في خدمة السلوك وليس السلوك في خدمة السياسة.