ما يجب أن يقال: مضيق الحرب وخليج النفط ؟!
ما يحدث اليوم في الخليج العربي من دقٍ لطبول الحرب ! تارة بحجة التهديدات الإيرانية و ملفها النووي؟! وتارة بسبب تخريب الناقلات البترولية في مضيق “هرمز” ؟!
وبين هذا وذاك، المصالح الاقتصادية والمجمع الصناعي العسكري الأمريكي هو الرابح الوحيد سواء اندلعت الحرب أم لا ؟
فتحرك الأسطول الأمريكي “أبراهام لينكولن” ستدفع فاتورته السعودية والإمارات وصفقات السلاح ستزيد أضعافا، خاصة بعدما تأكدت الو.م.أ من هشاشة الدفاعات السعودية في حربها مع الحوثيين وكذلك دفاعات البحرية الإماراتية في ميناء “الفجيرة”.
كلها عوامل ستجبر السعودية والبحرين والإمارات على شراء المزيد من المنظومات الدفاعية الأمريكية وهذا ما يبحث عنه المجمع الصناعي العسكري الذي يُعتبر العمود الفقري للاقتصاد الأمريكي ولا شيئا آخر، فاحتمال اندلاع حرب بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية نسبتها 1%، وحتى توجيه ضربات وقائية ضد أهداف عسكرية داخل إيران مستبعدة لأنها ستكون مغامرة غير محسوبة العواقب، وإيران ليست العراق، فالجيش الإيراني استفاد من أخطاء صدام حسين ورده على أي عدوان سيكون من طرف غيره وبالوكالة، سواء الحوثيين أو حزب الله أو فصائل مجهولة أو خلايا نائمة لأن إيران من الناحية الجيو إستراتيجية تعلم جيدا أن الجيش الأمريكي قوي لما يحارب جيش منظم، لكن في حرب العصابات والكّر والفّر سينهزم لأنها ستكون حرب استنزاف طويلة المدى والأمريكان لهم تجارب سيئة في فيتنام وأفغانستان والصومال والعراق.
لذلك من الناحية الإستراتيجية العسكرية الولايات المتحدة لا تغامر ولو كره “جون بولتون” منظر الحروب، فصُناع القرار في أمريكا أو الدولة العميقة تعرف جيدا أن إيران بتركيبتها السياسية وميليشياتها العسكرية وإيديولوجيتها هي بالنسبة لأمريكا “عش الدبابير” وترمب يعرف هذا جيدا هو واستخباراته واستخبارات إسرائيل، فهو يقوم بعمليات استعراضية وقرصة أُذُن لإيران ستنتهي بجلوس إيران معه حول طاولة المفاوضات لسحب البساط من روسيا وتركيا وجني المزيد من الأموال من مملكات العربان في صراع افتراضي يشبه اللعب الالكترونية، التحدي الحقيقي فيها هو الوقت.