مشاهد: لبنان.. احتجاجات شعبية بحسابات خارجية ؟!
إن أزمة الشرق الأوسط المتمثلة في الصراع العربي الإسرائيلي الذي دار على أرض فلسطين كانت واحدة من أعقد الأزمات التاريخية التي شهدتها فترة ما بين الحربين الأولى والثانية، وقد مدت أثرها إلى الحرب العالمية الثالثة التي اصطلح على تسميتها بالحرب الباردة.
وعلى مر الزمن بدت تعقيدات أزمة الشرق الوسط في حقيقة ظروف الحروب الثلاثة وما بعد هذه الحروب لم تعط للأزمة حلا في ظل تداخل المصالح الاقتصادية والحسابات السياسية.
وما يحدث اليوم من احتجاجات شعبية في لبنان هو امتداد لما يحدث في اليمن أو بتعبير صحيح هو صراع طائفي عقائدي قد يكون نتيجة لحسابات خارجية دولية مرتبطة بما يقوم به الحوثيون من هجمات على المصالح الحيوية داخل السعودية بدعم إيراني حسب الو.م.أ لأن ما حدث ويحدث في العراق من احتجاجات دامية والتي هدفها إسقاط الحكومة الموالية لإيران أو بالأحرى ذات الأغلبية الشيعية هي “قرصة أذن” لإيران ولوي ذراع ؟!
ونفس الشيء لما يحدث في لبنان من احتجاجات شعبية حتى ولو كان ظاهرها اجتماعي بسبب الغلاء المعيشي فإن باطنها جيوسياسي وهو تعرية ظهر حزب الله اللبناني القوة الضاربة لإيران في المنطقة والآلة الدينية للشيعة في المنطقة أو الصفوف الأمامية للحرس الثوري الإيراني في مواجهة إسرائيل.
وكلها نتائج حسابات دولية إقليمية، الهدف منها تقليم أظافر إيران التي تدعم الحوثيين في اليمن، وبالتالي دفعها إلى طاولة المفاوضات حول ملفها النووي مكسورة، شاردة الذهن متخوفة من عواقب ما يحدث في العراق ولبنان منطقتا نفوذها وفي حالة خسارتها قد تتغير المعادلة وموازين القوى في خارطة الشرق الأوسط الجديدة.