مشاهد: الثراء والتبذير باسم الخير !
لا حديث في جزائر المعجزات هذه الأيام سوى عن قفة رمضان وعن مائدة الرحمان وكأننا نعيش في دولة من أفقر دول العالم، والحقيقة هي أن قفة رمضان أصبحت مادة للثراء والتشهير والبزنسة والمزايدات السياسية، فالأموال التي تعطيها الدولة للمؤسسات الخيرية وللبلديات أصبحت تستغل في الثراء على حساب الفقراء.
الدولة صانت كرامة المحتاج لكن أباطرة البلديات استغلوها في شراء أرخص السلع والقريبة من انتهاء الصلاحية لتقديمها للحيوانات عفوا للبشر، لأنها فعلا لا تصلح للأكل حسب ما تكتبه الصحافة يوميا في نوعية المواد الغذائية، التي أصبحت تسلم في أكياس بلاستيكية وتسلم حتى في الأظرفة البريدية؟ دون أدنى احترام للفقير ويأتي المير المنتخب بالتزوير ليأخذ صور سيلفي مع كرتونة وكأنه يتصور مع “ميسي” أو “رونالدو” ويضيف هذه القفة في إنجازاته العظيمة وإنجازات حزبه الفاقد للشرعية والتمثيل الشعبي، يحدث هذا والجزائر تمحي ديونا قيمتها 3.5 مليار دولار لدول إفريقية لغرض التباهي أمام الأمم بأموالنا وحتى الطرق السريعة أصبحت مطاعم مفتوحة للجميع الفقير والغني.
في فرنسا “مطاعم القلب” تفتح للفقراء والوجبات توزع على الفقراء فقط، أما عندنا فهي وسيلة للثراء بحجة العمل الخيري وحتى بعض رجال الأعمال يقومون بأعمال خيرية بالقروض البنكية لشراء المركز الاجتماعي والشهرة على حساب البؤساء والمعذبين في الجزائر.
بسبب سوء التسيير وغياب سياسة اجتماعية جعلت الغني يزداد غنى بالقروض البنكية والفقير يزداد فقرا بسبب نهب حقه في العدالة الاجتماعية وفي العمل وربما حتى في العيش، يحدث هذا في وطن شعاره العزة والكرامة.
في الجزائر العمل الخيري أصبح وسيلة للتبذير والتبديد للمال العام فالأحسن للدولة أن توزع صكوك بريدية على المحتاجين والفقراء بسبب سياستها الفاشلة في العدالة الاجتماعية بدل قفة العار التي أصبحت تتحكم فيها المافيا المالية والسياسية باسم العمل الخيري.