ما يجب أن يقال: السياسة بأضعف الإيمان؟
ما يحدث عندنا من ركود وجمود على بعد أشهر من رئاسيات 2019 سببه غياب طبقة سياسية فعلية في البلاد وغياب حزب سياسي بأتم معنى الكلمة له مشروع وبرنامج وقاعدة شعبية تؤمن بالنضال في صفوفه ويطرح نفسه كقوة تغيير حقيقية أو على الأقل وجود شخصية سياسية كاريزماتية بإمكانها تحريك وتجنيد الشارع، الخلاصة لا هذا ولا ذاك لأن دوائر الظل ومخابر الظلام أنتجت لنا الرداءة وهمشت وأبعدت وهجّرت كل الكفاءات والطاقات الحية ونصّبت في مناصب المسؤولية أصحاب الملفات والسوابق وقوم تُبّع وما نعيشه اليوم أو ما نحصده اليوم زرع بالأمس وبرمج حتى لا يخرج أي شخص بإمكانه الاستحواذ على السلطة أو على مراكز القرار.
حالة التصحر السياسي مقصودة ومفتعلة حتى وصلنا اليوم إلى كائنات تناضل بالتغريدات وتعارض على صفحات التواصل الاجتماعي ولا تُسمع ولا تؤثر حتى في أسرها وعائلاتها ،فكيف لها أن تطالب بالتغيير ؟
هذه الكائنات لا أمل فيها فهي ضيعت لنا وقتا طويلا بمواقفها المتذبذبة والقابلة للبيع. يقول الله تعالى: “أعدوا لهم ما استطعتم من قوة” يعني هنا التغيير بالقوة السياسية والقوة هنا الشعب والأتباع والبرامج فهؤلاء لا استطاعة ولا قوة لهم.. هم يناضلون بأضعف الإيمان، الشعب الجزائري المغلوب على أمره له الله في يومياته وفي مشاكله وفي مستقبله المجهول فهذا الشعب يعرف أنه حتى ولو خسر كل شيء لا يجب أن يخسر أمانة شهداء هذا الوطن الغالي المسقي بدماء طاهرة لأن النضال طويل وشاق والجزائر صبرت 132 سنة على فرنسا وطردتها وحررت بلاد المقراني والأمير عبد القادر وماسينيسا، فلا يجب أن نيأس والتغيير نحو الأفضل آت بنا أو بغيرنا ،لكن مستحيل أن يأتي بهؤلاء الدهماء والرويبضة وبقايا العهد البائد.
الجزائر اليوم في مفترق الطرق والكل يتربص بها والأجندات الخارجية جاهزة والخونة عادوا بقوة في زمن الهوان، تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.