آخر الأخبار
رئيس الجمهورية يستقبل رئيس مجموعة البنك الإفريقي للتنمية ذكرى إعلان قيام دولة فلسطين "منعطف تاريخي أعاد القضية الفلسطينية إلى واجهة الاهتمام الدولي" وزير الصحــة البــروفيسور محمد صديق آيت مسعـودان يشرف على تدشين ومعاينة مستشفى 60 سريراً "المجاهد ال... السيد وزير الصحة البروفيسور محمد صديق آيت مسعودان في زيارة عمل وتفقد إلى ولايتي تقرت و ورقلة على إثر الحرائق التي نشبت بعدد من الغابات بولاية تيبازة، تعلن وزارة الصحة أنّه لم يتم تسجيل أي حالة ... الجزائر تحيي اليوم العالمي لمكافحة السكري الرئيس الصومالي يشيد بدور الجزائر في تعزيز السلام والعدالة والتضامن الافريقي الجزائر- السعودية: التوقيع على اتفاقية الحج للموسم المقبل وزيرالصحة يتفقد توسعة كل من وحدة الاستشفاء اليومي لطب الأورام و مصلحة طب الأعصاب بالمركز الاستشفائي ... رئيس الجمهورية يتلقى تهاني رئيسة جمهورية مالطا بمناسبة الذكرى الـ71 لاندلاع الثورة الذكرى الـ71 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة: رئيس الجمهورية يتلقى تهاني نظيره السنغافوري مجلة الجيش الوحدة الوطنية هي الركيزة الصلبة والضمانة الأكيدة للحفاظ على الوطن من هو زهران ممداني، عمدة نيويورك المسلم من أصول أفريقية؟ بعد فوزه برئاسة بلدية نيويورك.. ممداني يوجه رسالة لترامب عطاف يستقبل نظيره الأذربيجاني رئيس الجمهورية يستقبل وزير خارجية جمهورية أذربيجان عطاف يستقبل وزير الخارجية والشؤون الإفريقية للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية وزير الصحة يشارك في مراسم إعطاء إشارة الانطلاق الرسمي للقافلة الوطنية للتحسيس بمخاطر المخدرات والمؤث... مجلس الأمن وحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون يبعث برسالة بمناسبة الذكرى الـ71 لاندلاع الثورة التحريرية المجي...
حديث الأمس

المشاكل الخالدة 

مقالات من الأرشيف

بقلم الدكتور علي بن محمد

لكل أمة من الأمم مشكلات مختلفة لا يمكن أن تخلو منها أية فترة من فترات تاريخها، ذلك أمر بديهي وهو قاعدة طبيعية في الحياة تطرح المشكلة فتعالج فيكون حلّها على نحو معين فيفضي الحل إلى واقع جديد ما يلبث أن تظهر فيه مشكلة أو مشكلات جديدة وهكذا …

ومن هنا فإن تطور المجتمعات نفسها مدين – في بعض من جوانبه الأساسية – إلى الطرائق التي تطرح في ساحات النشاط. ولذلك كان من الممكن لدرّاس مجتمع ما أن يستخلص من أساليب معالجة المشاكل قدرا كبيرا من مميزات ذلك المجتمع ، وخصائصه الفكرية والنفسية.

ولعلّ أبرز مجال تصح فيه المقارنة بين المجتمعات ومستوى نضجها وتقدّمها بالنسبة الى الموضوع الذي نحن بصدده هو مبلغ القدرة على حسم المشكلات وإيجاد الحلول اللّازمة لها في وقت معقول ويبدو ان واحدا من مقاييس التخلّف او التقدم يكمن في الفروق التي تكون في قضية الحسم تلك .

انظر الى شريطين سينمائيين أحدهما نتاج عقلية متأخرة ، وبيئة متخلفة – وكل شيء نسبي – والثاني نتاج عقلية وبيئة متقدمين ثم لاحظ كيف تتطور الاوضاع في الشريط الاول ببطء ممل ، ورتابة قاتلة  فالكلام كثير والفعل قليل ، وإن كثرت التحرّكات في المكان الواحد ، واشتركت في التهريج كل الاعضاء : الايدي والأرجل والعيون والجباه … كلّ هذا الوضع الدّرامي جامد لا يكاد يتحرّك و’الحالة مستقرة’ بشكل عام.

أمّا في الشريط الثاني فالمخرج يعرض عليك قطعة من الحقيقة ، القول فيه يخدم الفعل والفعل يدفع بالحركة الدرامية إلى الأمام والتصرفات كلّها تفسّر لك طبيعة التأزم وتدفع بالأحداث نحو الحال الذي سكون في الغالب حاسما إيجابا أو سلبا.

ولو أنّك نظرت الى عقدة الفلمين لوجدت غالبا في الشريط الاول أزمة مفتعلة ، ومشكلة مصطنعة إما لأنّها ليست في الاساس مشكلة  وإما لأن طريقة عرضها لم توفق في بسط أبعادها الإنسانية، فهي تبدو تافهة حقيرة ولكنها مع ذلك قد حشدت لها طائفة من التهاويل الكلامية تزيد النفس بعدا عنها والقلب انغلاقا دونها، وإذا بالعمل السينمائي كله زوبعة في كأس ماء، لا فن ولا متعة.

هذه لوحة تمثل في رأيي جانبا هاما من أوضاعنا العامة في الوطن العربي، إننا مازلنا ندور منذ خمسين عاما على الأقل في نفس المشاكل وإن اختلفت تسمياتها وإن بدت لنا جديدة بفعل ما اكتسته من لبوس العصر ومصطلحاته في بعض الأحيان وإن كانت هذه الأحيان نفسها قليلة.

ما هي المشكلة الهامة التي طرحت في حياتنا الاجتماعية أو السياسية أو الثقافية والتي عالجناها علاجا جديا ودفعنا بها نحو الحلول الحاسمة ؟ أهي قضية الوحدة العربية أم فضية فلسطين أم مسألة ترقية المرأة أم مشكلة كتابة التاريخ وتطوير اللغة وتعريب التعليم و…

خذ أية صحيفة أو مجلة صدرت قبل ثلاثين أو أربعين  أو حتى خمسين سنة وأدخل عليها تعديلات طفيفة تغير أو تخفي بعض التواريخ والأسماء والتسميات التي كانت شائعة وقتئذ، ثم تأملها فسترى أنها تعالج أو تكاد، مواضيع اليوم وقضايا الساعة. إنها دائرة الجمود الرهيب وحلقة التحرك المجافي لأبسط قواعد الفعالية والنجاعة.

ولو أننا أخذنا قضية واحدة من مجموع القضايا التي لم تكد تتقدم فيها إلى الأمام لتجلى لنا من خلالهامقدار العقم الذي أصبنا به والضحالة التي أصبحنا ولنا منها أوفر نصيب، إنها قضية العربية والتعريب. لقائل أن يقول لقد حقّقنا فيها الشيء الكثير وأوصلناها إلى المحافل الدولية وعمّمنا بها التعليم الإبتدائي ونشرها بها كذا من المجالات والجرائد …وهو حرّ مطلق الحرية في أن يعد مثل هذه الأشياء “معجزات كبرى” و”منجزات ضخمة” ” وأعمالا جبّارة ” ولكنّني أرى أن مجرّد إبقائها معلّقة إلى اليوم بحيث نجعل منها نقطة بارزة في جدول أعمال وزراء التعليم العالي العرب ، في سنة 1981 يدل على أننا قوم بائسون ، لم نستطع حتى الاهتداء إلى طريقة تضمن لنا التعليم بلغتنا بعد ثلاثين سنة من الحوار والتشاور والمؤتمرات والندوات حول القضية إنه لوضع عقيم يدمي الفؤاد في مثل هذه المناسبات التي يزداد فيها ذوو الإحساس شعورا بفداحة   الخطب وعظمة المأساة .

ما عسى السادة المسؤولون أن يضيفوا إلى سيل الكلمات التي ألقيت والتوصيات التي أقرّت والاتفاقياتالتي أبرمت والبلاغات التي نشرت ؟… لن يضيفوا إلا قولا إلى قول ولفظ ، وكلاما ساخنا ولكنه الآن على بعض الرفوف في أحسن الحالات وقد غدا في برودة الثلج أو الصقيع يشهد على أن عصر النهضة لم يبدأ عندنا على الرغم من دخول “نابوليون” إلى مصر منذ عقود طويلة من السنين .

إيه عبد الملك بن مروان لو تبعث يوما أو بعض يوم لتقول لنا كيف إتّخذت قرارك الخطير بتعريب ديوان الخلافة بدون أن تعقد المؤتمرات “وتصادق” على اللوائح والمقرّرات…

إيه عبد الله المأمون لو تتفضل بالتفاتة منك إلينا أو تبعث فينا رسولا إن كنت في شغل شاغل عنّا يحدثنا عن دار الحكمة كيف أعليت صرحها ورفعت مناراتها وعمّرت أرجادها بكل من يدرس طب جالينوس ويشرح منطق أرسطو ويحاور أفلاطون ويناقش أرسطو طاليس …

آه لو أنكم تقولون جهرا ما يقوله كل واحد منكح فيما بينه وبين نفسه ! …

علي بن محمد

علي بن محمد هو سياسي وباحث جزائري، شغل منصب وزير التربية في حكومة حمروش الثانية وحكومة غزالي الأولى والثانية، وسفير للجزائر بالقاهرة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − 6 =

زر الذهاب إلى الأعلى