الأمازيغية.. بين الترحيب الشعبي والنفاق الرسمي؟!

بعد ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة رسمية ثانية وترسيم 12 يناير عطلة مدفوعة الأجر كرد فعل على احتجاجات ونيران تيزي وزو والبويرة وسحب البساط من زعيم “الماك” فرحات مهني، السؤال هل نعتبر هذا مكسبا وطنيا أم تنازلا سياسيا لاستحقاقات انتخابية قادمة ؟ !
مكاسب لقيت ترحيبا شعبيا وقدمت على أساس مصالحة مع التاريخ وشجاعة سياسية يستحق عليها أصحابها جائزة نوبل.
مكاسب فتحت شهية الفيس المحل الذي أصبح هو كذلك يطالب بمصالحة مع الذات والتاريخ والاعتراف بأن توقيف المسار الانتخابي كان عنفا وظلما أكده الرئيس بوتفليقة في بداية عهدته الرئاسية الأولى.
مطالب جاءت لتؤكد أن الوضع السياسي هش وأن الأطماع تكبر.
نحن لسنا ضد ترسيم الأمازيغية لأنها جزء من هويتنا نعتز ونفتخر بها ،لكن المضحك والمؤسف هو النفاق الرسمي الذي صاحب هذه القرارات فهاهي الداخلية تهلل ببيان بالأمازيغية وهاهو وزير الاتصال يرحب بإنشاء جرائد بالأمازيغية بخط التيفيناغ بينما يمنع إصدار جرائد ناطقة باللغة العربية والفرنسية وأصبح وزراؤنا يتغنون بهذا الإنجاز حتى وزير الثقافة الذي عرب فاطمة نسومر في فيلم سينمائي مثله سوريون عرب قال أن ترسيم الأمازيغية مفخرة ووزير آخر جعل من موسيقى “أغورو” لمعطوب لوناس نغمة لتلفونه !
اليوم تحتاج الجزائر أن تسأل نفسها بالفعل هل تريد التعريب ؟، مثلما قامت به من قبل أم التمزيغ مثلما تقوم به الآن؟، أم الإسلام هو الحل مثلما ناذى به الفيس من قبل؟
وهل تريد الأزمات وعدم الإستقرار فتقوم بحلول ترقيعية ضرفية بالتعبير الصريح قنابل موقوتة ستنفجر يوما ما، لأن الجزائر تعيش فعلا أزمة مشروع مجتمع وأزمة هوية وسنصبح قريبا دولة طائفية تنخرها النزعات وسنقول يومها وداعا للوحدة الوطنية، ووداعا للوحدة الترابية ووداعا للوحدة اللغوية.
وتصبح قصيدة ابن باديس محرمة مثلما كانت محرمة علينا أغاني معطوب لوناس.
فالمشكل في الجزائر ليس مشكل هوية فنحن نعتز بأمازيغيتنا ونعتز بعروبتنا وهذا دليل قوتنا وليس العكس.
فالمشاكل السياسية لا تحل بالمطالب الثقافية واللغوية في زمن العولمة.
اللهم احفظ الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.



