مشاهد: ما بعد الانتخابات الإيطالية.. النتائج والأسباب
“لقد كتبنا التاريخ”.. بهذه العبارة، علق زعيم حركة 5 نجوم “لويجي دي مايو” على نتائج حركته في الانتخابات البرلمانية الأخيرة، حيث حصلت حركته على 50 بالمئة من الأصوات في مدينة “نابولي”، هكذا إذا عبر ابن مدينة نابولي على نتائج حركته خاصة بعد أن مسحت حركته الحزب الديمقراطي وحزب “برليسكوني” ” FORZA ITALIA ” من المشهد.
المتتبع والقارئ لهذه النتائج يتأكد بأن الغضب الشعبي موجود في إيطاليا رغم إصلاحات “رئيس الوزراء السابق”، “ماتيو رانزي”، إلا أن ظاهرة الهجرة التي جاءت إلى إيطاليا في شكل غزوات سواء من طرف الأفارقة أو السوريين، أثرت على الإيطاليين الذين تركهم الاتحاد الأوربي يصارعون الأمواج البشرية لوحدهم، وهذا ما دفع بحزب الرابطة وحركة 5 نجوم للاستحواذ على مقاعد هائلة في البرلمان لأنهم رفعوا شعارات شعبوية “دغدعت” مشاعر الإيطاليين وأيقظت فيهم الوطنية التي كادت أن تذهب مع الوحدة الأوربية.
وعادت أغاني “توتو كيتينو”..، “إيطاليانو فيرو” تتردد من جديد، إيطاليا راعت الجانب الإنساني فيما يتعلق بالمهاجرين فكانت البحرية الإيطالية، التي مهمتها حماية الحدود البحرية أكبر منظمة إنسانية تنقذ المهاجرين العالقين في عرض البحر عملا بميثاق الشرف البحري، إنقاذ الناس من الغرق أول المهام، وهذا رغم تحذيرات السياسيين.
فلنكن واقعيين، الإيطاليون شعب مضياف والأجنبي يندمج بسرعة في المجتمع الإيطالي، إلا أن مظاهر المهاجرين وهم يفترشون الأرصفة ومحطات القطار شوهوا منظر المدن الإيطالية، وهذا هو السبب الذي استثمر فيه اليمين المتطرف وحركة 5 نجوم والرابطة ورفعوا شعارات منددة بالمهاجرين السريين خاصة في مدينة نابولي مسقط رأس زعيم حركة 5 نجوم “لويجي دي مايو” لأن مدينة نابولي الساحلية، تحولت إلى قيطو للأفارقة ومحطة القطار في ذات المدينة تحولت إلى سوق كبير وكأنك تتجول في إحدى المدن الإفريقية فشوهت وجه المدينة وأخلطت نسيجها السكاني، وبهذا ارتفعت نسبة الجرائم، فكيف لا ينجح اليمين المتطرف؟ !
فهذه النتائج رغم عدم استحواذ أي حزب للأغلبية إلا أن المعطيات ترشح وزير الخارجية الأسبق “فراتيني” ليكون على رأس الحكومة المقبلة كرجل إجماع يحظى بمصداقية لدى الإيطاليين والأوربيين، فإيطاليا الدولة الوحيدة التي لم تنساق وراء بريطانيا التي خرجت من الاتحاد الأوربي وتطالب دول الاتحاد بمساندتها لطرد الدبلوماسيين الروس بسبب قضية العميل “سكريبال”.
فإيطاليا أكدت أنها دولة تضع مصالحها فوق كل اعتبار وأنها ليست دولة تنساق وراء بريطانيا، فايطاليا ثامن قوة اقتصادية في العالم، تصدت لمشكل الهجرة غير شرعية لوحدها بدون مساعدة الاتحاد الأوربي وأصبحت سدا منيعا لأوربا أمام تدفق الأمواج البشرية فهي دولة قادمة بثبات نحو “بوديوم” الدول المتقدمة.