ما يجب أن يقال: سوريا وحرب الصواريخ
الضربات العسكرية التي قامت بها بريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا على سوريا هي عملية عسكرية بدون إستراتيجية سياسية هدفها تدمير الترسانة الكيمياوية لسوريا وتوجيه رسالة شديدة اللهجة لروسيا تدخل في خانة الحرب الباردة، وبأن الثلاثي قادر على ضرب روسيا في العمق بحجة تدمير الأسلحة الكيماوية وقضية العميل “سكريبال” لازالت قائمة، والرسالة الثانية موجهة إلى تركيا كي تغادر “عفرين” وتترك الأكراد يقيمون دولتهم بما معناه تقسيم سوريا إلى دويلات.
الولايات المتحد الأمريكية، بريطانيا وفرنسا يعتقدون أنهم قادرون على خلق وقائع جديدة في سوريا بالقوة والهيمنة وإن كانت مخالفة للعدل والمنطق، وهذا بإمكانه سياقة العالم إلى عدم الاستقرار وإلى العودة إلى زمن الحرب الباردة مع روسيا ولذلك نقول: “تحتاج أمريكا إلى أن تسأل نفسها بالفعل هل تريد الصراع مع روسيا أم السلام وهل تريد الاستقرار أم الأزمات والحروب؟”.
لقد كان يبدو منطقيا حتى زمن قريب أنها بحاجة لعدو والصراع معه وأن حربا سهلة مع هذا العدو تحقق نصرا مدويا مصحوبا بالإغراق الإعلامي سيجعل المواطن الأمريكي سعيدا بهذا النصر في عهد “دونالد ترمب” ويعم الخير على شركات وكارتيلات صناعة السلاح والعلاقات العامة بقيادة صهره “جاريت كوشنر” ومجموعة من المستشارين المحسوبين على الصقور. وهكذا يصبح شبح الإرهاب مسلطا على مشاعر وأفكار المواطن الأمريكي، لكي يقبل بسياسة الضرائب المفروضة عليه، لكن السؤال هذه الحرب أو المغامرة هل ستكون سهلة وكيف ستكون نتائجها إعلاميا، سياسيا وأخلاقيا، إن جاءت بالعكس تماما لأنه كل الأدلة تؤكد العكس والدلائل موجودة في العراق وأفغانستان والآن سوريا التي أصبحت الولايات المتحدة لا تعلم هل هي قادرة على البقاء أم الانسحاب رغم أموال السعودية والإمارات.
فالواقع يقول أنه لا شيء في جعبة “ترامب”، فهي خالية الوفاض سوى من أجندة لخريطة جديدة في الشرق الأوسط الذي بات أمام حرب تلد أخرى، فعن أي ديمقراطية وسلام نتحدث؟
إن ترمب يبذل جهودا خارقة في البحث عن الحقيقة رغم أنها واضحة وضوح الشمس ولا تحتاج إلى بحث وتساؤل.