ما يجب أن يقال: سوريا ومخططات الظل !
ما يجري في سوريا ليس ربيعا عربيا ولا انتفاضة شعبية، وإنما مخططات جيواستراتيجية لقوى عظمى تتقاسم فيها الأدوار والمسؤوليات وتتحكم في أسعار النفط وتحرك الخيوط وتجني الثمار وتقسم الأرباح بدهاء كبير ودور البطولة معروف ومحجوز والكومبارس كذلك معروف.
سوريا اليوم أصبحت ساحة لتجريب الأسلحة وساحة صراع حقيقية ووهمية لقوى إقليمية ودولية بعيدا عن دولهم، فالعالم الغربي يحتاج إلى ساحة قتال يجرب فيها أسلحته وينفذ فيها مخططاته المستقبلية كل 50 سنة، والضحية دائما العرب والمسلمين.
ما يحدث اليوم من صراع روسي أمريكي غير معلن، هو في الأصل مناورات عسكرية حقيقية والصراع الإسرائيلي الإيراني هو ورقة ضغط إيرانية قد تستعملها في مفاوضاتها في ملفها النووي وقد تستعملها إسرائيل في ملف حزب الله والجولان وقيام الدولتين وجبهة عفرين هي ورقة تركية تستعملها تركيا في ملف الأكراد أو الدولة الكردية.
هي كلها ضربات استباقية في جبهات متقدمة بشعارات وهمية لخارطة مستقبلية لا مكان فيها للضعفاء ولا للعواطف، المكان فيها للمصالح وللأقوياء فقط.
التاريخ هو التاريخ يعيد نفسه ولا يتغير وموازين القوى كذلك لا تتغير وإنما الخارطة الجيواستراتيجية هي التي تتغير مع التغير الاقتصادي.