مشاهد: الشبكة الرمضانية.. الكمية وغياب النوعية؟
تعددت القنوات التلفزيونية والرداءة واحدة، هكذا أصبح يردد المشاهد الجزائري وهو يتابع مُرغما عنه في هذا الشهر الفضيل ما تبثه القنوات الجزائرية من برامج متعددة في الكم لكن متساوية في المضمون.
المتمعن فيها يلاحظ أنها أنجزت على طريقة “fast production ” وأنها لم تنجز بطريقة احترافية وأن لمسة الهواة ظاهرة سواء تعلق الأمر بالسيناريو أو الحوار أو الأمور التقنية، التي لم تحترم فيها المعايير وأن جل البرامج مستنسخة من برامج عربية ناجحة لكن عندنا استنسخت بطريقة رديئة في غياب الكفاءة المهنية عند منتجيها وممثليها.
وما كان يلاحظه بالأمس النُقّاد والمهنيين أصبح يلاحظه عامة الناس وهذا أمر خطير ويمس بمصداقية الإنتاج التلفزيوني الذي أصبح من اختصاص من هبّ ودبّ في غياب تام لسلطة الضبط النائمة في سبات عميق ومتواطئة بشكل أو بآخر في هذه السرقات الفنية، وإن تكلمنا عن المضمون فحدث ولا حرج فكل الكاميرات الخفية تروج للعنف أو تظهر أن المجتمع الجزائري عنيف ويتعامل بالعنف..، هذه هي الرسالة التي وصلت للمشاهد أما ما سوق لبعض القنوات العربية وقدم على أساس أنه إنجاز فني من إنجاز البطلة والمنتجة وكاتبة السيناريو والمخرجة على طريقة مغنيي الراي هو الملحن وكاتب الكلمات والمغني في نفس الوقت، شوّه صورة الجزائر ولو خدمها بتسميات تافهة وأسلوب حواري ركيك لا يرقى لمستوى البث التلفزيوني وهذا ما جعلنا نترحم على الإنتاج التلفزيوني القديم، الذي حصدنا به السعفة الذهبية ودخلنا به العالمية في مهرجان “كان” بسنوات الجمر للأخضر حمينة وبعده العصر الذهبي للتلفزيون الجزائري بــ “كرنفال في دشرة” لعثمان عريوات.. للأسف الرداءة طغت على كل شيء وكأن هناك جهة ما تريد إفساد الذوق العام وتريد تكسير هذا القطاع الحساس ألا وهو الإعلام الثقيل حتى لا يؤثر في الرأي العام لأن الإعلام مسؤولية والفن رسالة نبيلة وليس تجارة وصراخ وعويل وعنف محسوبية واستنساخ لنجاحات الآخرين.
زمان كنا نلوم وننتقد اليتيمة لكن اليوم أصبحنا نترحم على الزمن الجميل للإنتاج التلفزيوني لأن اليوم حتى اليتيمة أصبحت تقلد القنوات الخاصة ودخلت فيها الرداءة من الباب الواسع.
فالسرعة في إنتاج البرامج سببها الإشهار الذي أصبح يتحكم في المنتوج وفي بعض الأحيان حتى في المضمون وأصبحت الموالاة والمحسوبية هي المعيار في شراء البرامج حتى ولو كانت رديئة لا يهم ما دام هناك سبونسور يغطي عيوب الإنتاج.