ما يجب أن يقال: ماذا يحدث في الجزائر ؟
سؤال أصبح يطرح بكثرة وبإلحاح من طرف الشعب الجزائري الطيّب والمغلوب على أمره ومن طرف الأصدقاء والأعداء، السؤال سببه الفوضى التي أصبحت ظاهرة للعيان وفي شتى المجالات…
لا شيء يبعث على التفاؤل، حتى السفارات الأجنبية فهمت الوضع وقلّصت من منح التأشيرات وكأن الجزائر مقبلة على ما لا يحمد عقباه، وبدل أن تستدرك السلطة الوضع، راحت تكلف قطاع الثقافة لتخدير الشعب وإبعاده عن واقعه المر والأليم بحفلات الرداءة ومهرجانات النهب و”الهف” وكأن السلطة لا تعرف بأن قطاع الثقافة أصبح في الإنعاش وهو الآن يحتضر بسبب الدخلاء والانتهازيين والوصوليين الذين نخروا جسده وأساءوا للثقافة وللوطن، لأن المثقفين الحقيقيين في الجزائر مهمشين بسبب الوشايات الكاذبة والدسائس والمؤامرات التي يحيكها من تصدروا اليوم المشهد الثقافي لنهب المال لا غير وشكلوا حزب الرداءة في هذا القطاع رغم حسن نية الوزير المثقف الذي أصبح في قبضتهم.
الجزائر اليوم بحاجة إلى عملية تطهير شاملة في شتى المجالات وتحقيق معمق في حسابات الأثرياء الجدد وبارونات العقار ونواب المال الفاسد والشكارة والصفقات التي تحصلوا عليها وهم داخل البرلمان وكم كسبوا من الحصانة وكم هرّبوا من أموال إلى الخارج؟ وتحقيق عن المحسوبية والمحاباة في مؤسسات الدولة وعلاقتها بالمال الفاسد، ويومها يفرح الشعب جزائريا ولا يثور لا في منطقة القبائل ولا في الجنوب ولا تحتاج السلطة لأشباه المثقفين والدخلاء لتحسين صورتها باسم تحسين صورة الجزائر وتوفر الأموال للشعب بدل الأفاقين والنهابين ودجالي الثقافة، لأن الجزائر في خطر بسبب هذه الكائنات التي غلطت “الحاكم” بالكذب والافتراءات.
الجزائر التي حررها الشهداء الشرفاء لا يمكن أن يبنيها الدخلاء الخونة، ولا أصحاب المال الفاسد ونواب الصفقات والمصالح الشخصية، الجزائر أكبر والشعب الجزائري واع ويعرف كيف يفرق بين الدولة الوطنية ومملكة الغرابيب.