الجمارك بين منحة الإدارة وشكارة العصابة !

تعرف مطاراتنا نزيفا حادا للعملة لم تعرفه من قبل، فالسؤال هل طوّر المهربون من أساليبهم أم أن العملية فيها إن وأخواتها ؟!.
صحيح الجمركي يتقاضى أجرا زهيدا مقارنة بالأسلاك الأخرى، لكن قطاع الجمارك هو الوحيد الذي لا يُحتج فيه الأعوان عن تدني الأجور أو يُطالبون فيه بالزيادة؟!
والشيء الملفت للانتباه أن أغلب أعوان الجمارك لهم فيلات وعقارات وسيارات فاخرة؟ اللهم لا حسد! وما خرجة الإدارة العامة الأخيرة باصدارها تعليمة تشجع فيها الأعوان بمنحة 6 ملايين سنتيم لمن يقوم بعملية نوعية لتوقيف حاويات المافيا أو حجز مبلغ مليون أورو؟ إلا ذر الرماد في عيون الجمركي الدائم الإغراء، إذا فكيف تغريه 6 ملايين سنتيم أمام شكارة المهرب للعملة أو الحاوية؟
أليست هذه المنحة نوع من الاستفزاز وتحريض على انتشار الرشوة؟
فالمطلوب الضرب بيد من حديد وتفعيل القوانين الردعية لمكافحة الفساد والقضاء على النفوذ وأصحاب السلطة ومن يقف وراءهم. ومنحة 6 ملايين سنتيم، الجمركي اليوم يشتري بها سندويتش فمثلا قارورة عطر تقدم له كهدية تساوي أكثر من منحة “باحميد”.. كفاكم سخرية، كل شيء مكشوف ومعلوم لدى العام والخاص وما حاويات الزبالة وحاويات الحجارة خير دليل وما خفي كان أعظم.



