اقتصاد ما بعد العصابة ؟!

بدأت تظهر آثار ما بعد العصابة على الاقتصاد الوطني وعلى صورة البلاد والبداية من قصر المعارض الذي حضرته 15 دولة فقط لا غير من مجموع الدول العضوة في منظمة التجارة العالمية، هذا الحضور والغياب يجب أن نتمعن فيه ونستخلص الدروس منه لمواجهة الأصعب القادم بدل الشعار المضحك “فرص استثمار واعدة”.
ماذا تركت العصابة وبأي حال عدت يا معرض؟ وأغلب المسؤولين الذين كانوا يرافعون من أجل جلب الاستثمارات الأجنبية للجزائر موجودين في السجن بسبب الفساد ؟! ووزراء التجارة السابقين الذين ملأوا الدنيا تطمينات حول فرص الاستثمار والامتيازات ” طلعوا حرامية” على قول المصريين وحتى زعيم رؤساء المؤسسات “حداد” مسجون بسبب التزوير والفساد وهو الذي أدخل مصطلح “رابح رابح” في مفهوم الاقتصاد الوطني وتبين بعد سقوط العصابة أنه كان يتحدث عن شخصه ولذلك هذه التظاهرة الاقتصادية رسالة واضحة المعالم والتي تقول أن الخارج لم يعد يثق في خطاب مسؤولينا الذين كذبوا عليهم وعلينا مدة 20 سنة من حكم “هولاكو” الجزائر.
عن أي فرص استثمار نتحدث وأغلب الولاة والوزراء وحتى كبار المسؤولين متابعين في قضايا الجرائم الاقتصادية؟!
يعني عصابة بأتم معنى الكلمة، فكيف نستطيع إقناع الخارج بالاستثمار في بلادنا ووزير الصناعة الأسبق “بوشوارب” هارب ويتودد الدول لمنحه اللجوء السياسي؟!
فقبل كل شيء يجب إعادة الثقة للمواطن أولا ثم للأجنبي ثانيا ، وكفانا ديماغوجية وشعبوية لما يتعلق الأمر بالخارج مادام ” زمار الحي لا يطرب”، فيجب إعادة صياغة الخطاب السياسي وتنظيفه من المفردات والمصطلحات الشعبوية والديماغوجية حتى يعود قابلا للتصدير قبل تصدير أي شيء ووضع إستراتيجية اقتصادية نابعة من علم المعارض والتجارة بدل الشعبوية التي لا زلنا نعاني منها بسبب تعيينات ومخلفات العصابة في شتى المجالات الاقتصادية والسياسية.



