هجرة الأطباء والضمير الغائب

1200 طبيب كونتهم الجزائر وأغلبهم تعلم في المواطن الجزائري الغلبان، كفئران تجارب، أطباء هاجروا لخدمة فرنسا والمساهمة في إنعاش المنظومة الصحية الفرنسية ومستشفياتها التي ستستفيد من الكفاءة الطبية بدون مقابل.
هجرة تمت على شكل هروب جماعي أو عصيان مدني غير معلن، السؤال يا أطباء ويا ملائكة الرحمة، من سيعالج المرضى الجزائريين وبماذا ستكافئون وطنكم الذي علّمكم وكوّنكم؟ الجواب.. بالهربة ؟ ! وعلى سبيل المثال هناك طبيبة في الصحراء مختصة في أمراض القلب وهي الوحيدة على مستوى الولاية، هاجرت وتركت مرضاها يصارعون الموت، وأخرى طبيبة ابنة وزير بريد سابق هاجرت لتشتغل عند مستعمر الأمس، هذا هو حال ومستوى أطباء الجزائر لا وطنية ولا ضمير، حب الأنا وحب المادة أهم من الجزائر ، وفي نفس السياق مثال آخر للوطنية ، جراح القلب العالمي المصري مجدي يعقوب فتح عيادة في أسوان وقال: جئت لأعالج فقراء بلدي , وجراح سوداني قام بإجراء عملية جراحية لإبنة سفير اليابان في السودان، فلما عرض عليه السفير الهجرة إلى اليابان رد عليه : ومن سيعالج أبناء بلدي و… و …الخ، وهذا على سبيل المثال لا للحصر و الأمثلة كثيرة.
أما 1200 طبيب فهجرتهم في هذا الظرف الذي تمر به البلاد من وباء كورونا وأمراض أخرى كثيرة منتشرة لكنهم فظّلوا الهجرة إلى فرنسا فهم بهذا الفعل يشبهون الأقدام السوداء في 1962.
فإذا حضرت المادة غاب الضمير وتلك الأيام نداولها بين الناس، الجزائر تُكوِّن وفرنسا تستفيد، الشهداء قدموا أرواحهم من أجل أن تحيا الجزائر وأصحاب المآزر البيضاء فظلوا خدمة فرنسا على خدمة وطنهم ، لك الله يا جزائر ،صحيح للوطنية وجه واحد وللخيانة عدة وجوه.