روسيا والعالم الحر

تحولت الحرب الروسية الأوكرانية مع مرور الأيام إلى ميدان تُجرّب فيه كل الأسلحة وتستعمل فيه كل الوسائل، حرب غير تقليدية، حرب استعمل فيها الرئيس الأمريكي جو بايدن مصطلح يعيدنا إلى الثنائية القطبية وإلى تقسيم العالم إلى قطبين، روسيا الديكتاتورية الفاشية والعالم الحر بقيادة أوروبا الموحدة والولايات المتحدة الأمريكية حسب تعبير الغرب.
والسؤال هنا : ماذا يحدث للعالم اليوم ؟ إلى أين يتجه ؟ أين هي مبادئ الإنسانية ؟ أم أن هذه الحرب كشفت الوجه الحقيقي لكبار العالم ومن خلفهم إمبراطوريات الظلال من أباطرة الحرب وتجار السلاح الذين يتحكمون في العالم وفق مصالحهم الاقتصادية، لأن النظام العالمي الجديد خطط له صقور الإدارة الأمريكية بقيادة الداهية هنري كيسينجر ومشروع “روجرز” التاريخي ،والمجمع الصناعي العسكري الأمريكي الذي شجع على تفكك الاتحاد السوفييتي وسقوطه المهين والذي لا يقبل بعودة روسيا قوية تشكل خطرا على خريطة النظام العالمي الجديد، خاصة مع العلاقة الحميمية التي تجمعها مع الصين وحلم ابن الـ K.G.B سابقا بوتين بروسيا القيصرية.
كلها عوامل وأسباب جعلت أوكرانيا بقيادة الممثل “زيلينسكي” مصيدة للدب الروسي الذي أصبح يتخبط في مستنقع بات يذكرنا بأفغانستان، حرب يدفع ثمنها الأبرياء والمدنيون من كلا الجانبين، حرب لا تسرّ حبيبا ولا عدو.
فحرب روسيا في أفغانستان كان عنوانها الإسلام ضد الاتحاد السوفييتي الشيوعي ، واليوم حرب أوكرانيا ، روسيا الفاشية ضد العالم الحر، تعددت التسميات واختلفت الحروب والمخطط واحد والمصالح واحدة، فحلم السلام العالمي يبقى في زمن أباطرة الحر وتجار السلاح سابع المستحيلات.