آخر الأخبار
الجزائر - إسبانيا: انطلاق أشغال الاجتماع الثنائي الجزائري-الاسباني بين وزيري الداخلية للبلدين مجلس الوزراء يوافق على مشروع القانون العضوي المتضمن القانون الأساسي للقضاء تحلية مياه البحر: مجلس الوزراء يوافق على توطين 3 محطات بالشلف و مستغانم و تلمسان رئيس الجمهورية يشدد على ضرورة إنجاح الطبعة الرابعة للمؤتمر الإفريقي للمؤسسات الناشئة الفريق أول السعيد شنڨريحة، الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، في... سفيان شايب يشرف على مراسم تدشين ووضع ختم اليوم الأول لإصدار طابع بريدي يخلد هذه الذكرى التاريخية وزير الصحة يؤكد أهمية تجسيد "الملف الالكتروني للمريض" حركة عدم الانحياز تشيد بالدور الريادي لرئيس الجمهورية وجهوده المقدرة في الدفع بقضايا إفريقيا ودول ال... عطاف يستقبل بكمبالا من قبل رئيس جمهورية أوغندا عطاف يشارك في اجتماع اللجنة الوزارية لحركة عدم الانحياز بشأن فلسطين رئيس الجمهورية يكرم الرياضيين المتوجين هذه السنة في مختلف المنافسات الدولية وزير الصحة يترأس اجتماعا تنسيقيا مع إطارات الإدارة المركزية مجمع صيدال وشركة نوفو نورديسك الجزائر يبرمان شراكة استراتيجية لتطوير إنتاج وتوزيع العلاجات المبتكرة ... رئيس الجمهورية يعزي حضرة صاحب السُمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر الشقيقة سفير دولة فلسطين بالجزائر يثمن الموقف المشرف لرئيس الجمهورية الداعم للقضية الفلسطينية وصول 11 مواطنا جزائريا من المشاركين في قافلة الصمود المتضامنة مع غزة الجزائر تفوز على الصومال ب3 مقابل 0 و تتأهل لمونديال 2026 انطلاق عيادتين متنقلتين لإجراء حملات فحص وتحسيس عبر عدد من ولايات الوطن رئيس الجمهورية في زيارة إلى مقر وزارة الدفاع الوطني عطاف يشرف على مراسم الاحتفال باليوم الوطني للدبلوماسية الجزائرية
آراء وتحاليل

ما يجب أن يقال: ساركوزي ولعنة القذافي

ما يجب أن يقال: – بقلم: جمال بن علي

من البساط الأحمر في باريس إلى زنزانة سجن “لا سانتي”، تتجسّد مفارقة التاريخ: الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي يدفع اليوم ثمن حربٍ بدأها ضد من كان بالأمس ضيفه المكرَّم، العقيد معمر القذافي.
في ديسمبر 2007، كان نيكولا ساركوزي يستقبل العقيد معمر القذافي في باريس استقبال الملوك. فُرِش له البساط الأحمر في قلب العاصمة الفرنسية، ونُصبت خيمته الشهيرة في حديقة فندق ماريني قرب قصر الإليزيه، وأُبرمت اتفاقيات بمليارات الدولارات بين باريس وطرابلس.

كانت تلك اللحظة ذروة التقارب بين الرجلين، وصورة ساطعة لعلاقاتٍ تُبنى على المصالح أكثر من المبادئ.
لكن ما لم يكن يدركه ساركوزي آنذاك، أن البساط الأحمر الذي فرشه للقذافي، كان في الحقيقة بساطًا مفروشًا نحو الهاوية. فبعد أربع سنوات فقط، تحوّل الصديق الزائر إلى هدفٍ عسكري، عندما كان ساركوزي نفسه من قاد حملة حلف الناتو التي أسقطت نظام القذافي في عام 2011.

واليوم، وبعد أربعة عشر عامًا على ذلك المشهد المتناقض بين التحية والقصف، عادت لعنة القذافي لتطال ساركوزي بكل قسوتها. ففي 25 سبتمبر 2025، أصدرت محكمة باريس حكمًا نهائيًا يقضي بسجنه خمس سنوات، منها ثلاث سنوات نافذة، بعد إدانته بتهمة “التآمر الجنائي” وتلقي تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية عام 2007 من أموال ليبية.

وفي 21 أكتوبر 2025، دخل نيكولا ساركوزي رسميًا سجن “لا سانتي” (La Santé) في باريس، ليصبح أول رئيس فرنسي سابق يُودع السجن منذ الحرب العالمية الثانية. مشهد رمزي يعيد كتابة فصول التاريخ السياسي الفرنسي بمرارة ودهشة.
القضية التي انفجرت منذ أكثر من عقد، لم تكن مجرد ملف قضائي بل ملحمة سياسية وأخلاقية تكشف الوجه الخفي للعلاقات بين باريس وطرابلس في زمن المصالح والمقايضات.

فالشهادات والوثائق التي ظهرت تباعًا، أكدت أن النظام الليبي قدّم دعمًا ماليًا سخيًا لحملة ساركوزي الرئاسية سنة 2007، مقابل وعود سياسية واقتصادية. غير أن تلك التحالفات سرعان ما تحوّلت إلى رصاصات في سماء طرابلس، عندما قرر ساركوزي المشاركة في إسقاط النظام الليبي سنة 2011.,بسبب رفض الراحل معمر القذافي شراء طائرات رافال الفرنسية و ألغى الصفقة التي وعد بها ساركوزي.فكانت إحتجاجات طرابلس و ذريعة لركوب موجة الربيع العربي المشؤوم و الإطاحاة بالقذافي إنتقاما منه سياسيا و تجاريا و ليس بحجة حماية حقوق الإنسان

هكذا، تتجسد المفارقة الكبرى:
الرئيس الذي استقبل القذافي كضيف شرف على البساط الأحمر، هو نفسه الذي أمر بقصفه بعد سنوات قليلة، ثم انتهى هو الآخر خلف القضبان. وكأنّ التاريخ يكتب سطوره الأخيرة بحبرٍ من السخرية السياسية الثقيلة.
إنّ ما يعيشه ساركوزي اليوم ليس مجرد نهاية لمسيرة سياسية، بل هو محاكمة رمزية للنفاق الغربي، الذي يتحالف مع الأنظمة حينًا ويدمرها حين تنتفي المصلحة.

ففرنسا التي قدّمت نفسها حاميةً للديمقراطية وحقوق الإنسان، قادت حربًا أطاحت بدولةٍ عربية، لترث بعدها الفوضى والانقسام والدم.
لقد تحوّل سقوط القذافي إلى مرآةٍ عاكسة لانحدار ساركوزي. كلاهما سقط بطريقته: الأول في رمال سرت، مغدورا والثاني في زنازين باريس. وبين السقوطين تمتد “لعنة القذافي” التي لا تزال تلاحق كل من شارك في تلك الحرب العبثية، سياسيًا أو أخلاقيًا أو حتى قضائيًا.

قد يدافع ساركوزي عن نفسه، وقد يظلّ يعلن براءته، لكنّ التاريخ كتب حكمه بالفعل:
أنّ الرجل الذي ساهم في إسقاط نظام القذافي، انتهى أسيرًا لفضائح ذاك النظام نفسه.
وهكذا، تظلّ لعنة القذافي تذكيرًا مؤلمًا بأن السياسة حين تُبنى على الخداع، فإنّ نهايتها لا تكون إلا خلف القضبان أو تحت الأنقاض.

جمال بن علي

كاتب صحفي مؤسس ومدير عام الجزائر دبلوماتيك صحفي وعضو مؤسس لأسبوعية الشروق العربي 1991 حتى 1994 : مراسل الشروق من واشنطن 1997 : صحفي مختص ومكلّف بالحوارات السياسية 2002 : إلتحق بالتلفزيون العمومي الجزائري –محقق- محرّر 2003 حتى 2013 : رئيس تحرير برنامج في دائرة الضوء ومعد ومقدم برنامج في السياق 2009 حتى 2011 : رئيس التحرير المركزي للبرامج المتخصصة والروبورتاجات الكبرى 2009 : 2014 معد برنامج حواري لقاء الأسبوع للتلفزيون الجزائري صحفي مكلف بالحوارات السياسية والدبلوماسية 2014 : 2019 عضو مؤسس لقناة دزاير نيوز ورئيس تحرير مركزي للبرامج المتخصّصة والروبورتاجات الكبرى 2016 : 2018 مدير البرامج المتخصصة والروبورتاجات الكبرى بقناة الشروق نيوز 2016 مؤسس ومدير عام الموقع الإخباري الجزائر دبلوماتيك باللغتين العربية والفرنسية 2020 : 2021 مدير ومؤسس للموقع الإخباري الجديد للتلفزيون الجزائري ، معد ومقدم برامج (ديبرغتغ) 2021 مكلف بمهمة لدى المدير العام للتلفزيون الجزائري . صحفي متعاون مع عدة جرائد وطنية وعربية . رسالة الأطلس ،صوت الأحرار- صدى الملاعب – الكاتب العربي - مراسل قناة الساعة من الجزائر – ممثل أدبي للسيدة أنيسة بومدين أرملة الرئيس الراحل هواري بومدين 1994 حتى 1996: مستشار إعلامي للبطل العالمي والأولمبي نور الدين مرسلي من 1993- إلى سنة 2000 . مؤلّفات : مؤلّف لكاتب 'شهود ومواقف' تقديم عبد الحميد مهري . والدكتور طالب الإبراهيمي _ كتب قيد الطبع : قبل الحوار و حوارات تلفزيونية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة + 5 =

زر الذهاب إلى الأعلى