مايجب أن يقال: الصحراء الغربية بين صفقات المصالح وضمير أفريقيا.. عندما تتكلم القارة وتصمت العدالة

بقلم: جمال بن علي
على الرغم من وضوحها القانوني والأخلاقي، تبقى قضية الصحراء الغربية من القضايا التي تؤنب الضمير الدولي، من كما لو أن بعض الشعوب ببساطة أقل استحقاقاً لحقها في تقرير المصير، إنها قضية تصفية استعمار لم تُنجز، وتتحول تدريجياً إلى لعبة صفقات سياسية ومصالح خاصة، ونماذج صارخة على ازدواجية المعايير.
في مواجهة هذا الفشل الأخلاقي، تتصاعد أصوات الدول الحرة لاستعادة التوازن الأخلاقي المفقود في أروقة الأمم المتحدة.
وقد وقفت دول أفريقية مثل الجزائر وجنوب أفريقيا وكينيا وبوتسوانا وزيمبابوي بشجاعة إلى جانب القضية الصحراوية، معترفةً بأنها استمرار لنضالها التاريخي ضد الاستعمار والهيمنة.
رغم المحاولات المتكررة لتقويض مصداقيته، أيّد الاتحاد الأفريقي الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية كعضو كامل، ورفض بشدة محاولات تجاوز قراراته. ومن القمم إلى الجامعات والنقابات العمالية، يواصل الصوت الأفريقي الجماعي ارتفاعه، معارضًا بجرأة آخر احتلال استعماري في القارة، مهما بدت واجهته الخارجية مصقولة.و محاولة المخزن شراء الذمم بالمال الفاسد و عرقلة كل المبادرات التي تهدف إلى تقرير المصير .لازال البعض يمارس سياسة الكيل بمكيالين فالسؤال..
لماذا تعترف القوى العظمى بكوسوفو، وتحتفل باستقلال جنوب السودان، وتشيد بتحرير تيمور الشرقية، بينما تلتزم الصمت عندما يتعلق الأمر بحق الشعب الصحراوي في الاستفتاء الموعود منذ زمن؟ يكمن الجواب في تشابك المصالح، حيث تُطغى “التحالفات الاستراتيجية” على المبادئ ذاتها التي تدّعي القوى الغربية دعمها.
لعبت فرنسا دورًا محوريًا في حماية موقف المغرب داخل مجلس الأمن الدولي، مستخدمةً نفوذها باستمرار لعرقلة أي قرار حازم يُجبر الرباط على تنظيم الاستفتاء الذي قبلته سابقًا.
في غضون ذلك، حافظت الولايات المتحدة على موقف غامض، يتأرجح بين الدعم الخطابي لقرارات الأمم المتحدة والصمت غير المبرر إزاء جمود عملية السلام.
و ما حوار مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجريدة الأنديبندنت الإسبانية لخير دليل على ضبابية الموقف الأمريكي بحيث يفضح ألاعيب المخزن في التأثير في قرارات الكونغرس بالمال الفاسد في شراء ذمم بعض الأعضاء و هي سابقة في تاريخ الولايات المتحدة الامريكية
إن قضية الصحراء الغربية لا تتعلق فقط بحق شعب واحد في تقرير المصير، بل هي اختبار حاسم لمصداقية القانون الدولي ومكانة أفريقيا في صياغة العدالة العالمية.
بينما لا يزال العالم غارقًا في حسابات المصالح، تقف القارة الأفريقية شامخة، تُذكّر الجميع بأن الاستقلال ليس هبة، بل حق، وأن الحرية لا تنتهي؛ بل تُسترد بالصمود والشرعية والحقيقة.