مشاهد: مقتل خاشقجي بين الحسابات الإقليمية والمساومات الدولية

أسالت قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي الكثير من الحبر وأثارت الكثير من السجالات والنقاشات وهذا لسبب بسيط هو أن السعودية “برميل بترول” مثلما قال الرئيس الراحل هواري بومدين..
عملية القتل حدثت داخل قنصلية بلاده بتركيا وتركيا تريد استغلال هذه القضية للنهوض باقتصادها المريض وضرب ثلاثة عصافير بقضية واحدة: إعادة العلاقات مع الإمارات، البحرين والسعودية خدمة لسياحتها واقتصادها خاصة في مجال العقار والولايات المتحدة بقيادة ترامب الذي لم يستطع التخلص من شخصية رجل الأعمال قناص الفرص ورافع دائما شعار “من لا يدفع لنا ليس منا” سيستغل هذه الفرصة لتحويل قضية مقتل خاشقجي إلى قضية وفاة ويأخذ أكثر مما أخذ في بيع الأسلحة..،
إذن نحن اليوم أمام صفقة ثلاثية الأبعاد تركية، سعودية، أمريكية وسينتهي مصير الكاتب الصحفي خاشقجي مثل مصير ابن بنت عمه “دودي الفايد” ليبقى سرا من أسرار الدول وتحفظ القضية، وللتوضيح وإماطة اللثام، خاشقجي لم يكن معارضا وهذا ما أكده ابن عمه معتصم خاشقجي المتكلم باسم عائلة خاشقجي، بل كان دائما الابن المدلل للقصر الملكي وهجرته لأمريكا كانت بسبب خلاف بين الأمراء أدى إلى تغيير موازين القوى وهذا أدخل جمال خاشقجي في خانة المغضوب عليهم ولم يكن من الضالين.
فمن كان يوما مستشارا لرئيس المخابرات السعودية الأسبق “تركي الفيصل” مستحيل أن ينقلب إلى معارض؟! وبنهاية هذه القضية شأن سعودي وأصبحت بفضل الضجيج الإعلامي الذي أعقب حالة الوفاة أو القتل إلى ورقة رابحة في يد تركيا والويات المتحدة قد يستغلوها لتحقيق مآرب كبرى بينما إقليميا ستستغل إعلاميا لتصفية الحسابات وشيطنة مملكة خادم الحرمين ولما لا تحقيق مآرب سياسية ودبلوماسية قد تعيد الدفء إلى العلاقات القطرية السعودية، فمصائب قوم عند قوم فوائد والأخطاء في الدبلوماسية تدفع نقدا وثمنها غالِي جدا.